144

История андалузской литературы (Эпоха господства Кордовы)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Издатель

دار الثقافة

Издание

الأولى

Год публикации

١٩٦٠

Место издания

بيروت

Жанры

أرى كل فدم قد تبجح في الغنى ... وذو الظرف لا تلقاه غير عديم والحياة تنتقل من سيء إلى أسوأ، ولا يتبقى فيها إلا حثالة تضم أهل اللؤم والبخل أما الكرماء فقد ذهب عصرهم الذهبي (١):
أبا صالح جاءت على الناس غفلة ... على غفلة بانت بكل كريم
فليت الألى بانوا يفادون بالألى ... أقاموا، فيفدى ظاعن بمقيم
ويا ليتها الكبرى فتطوى سماؤها ... لها وتمد الأرض مد أديم
فما الموت إلا عيش كل مبخل ... وما العيش إلا موت كل ذميم
وأعذر ما أدمى الجفون من البكا ... كريم رأى الدنيا بكف لئيم حتى الله يرزق الأنوك ويحرم العاقل (٢):
رزق من الله أرضاهم وأسخطني ... والله للأنوك المعتوه رزاق إذن فالحياة ليس فيها اخوان، - وقيمتك فيها إنما هي بما تملك، فمالك وحده أخوك (٣):
قالوا نأيت عن الإخوان قلت لهم ... مالي أخ غير ما تطوى عليه يدي وهذا غير مستغرب من ابن عبد ربه، وان مال به قليلا عن مثله العليا الدينية، لما في نفسيته من استعداد لرؤية السيئات، فهو سريع الغضب، حاد الطبع، ميال ابى الذم، وحسبك ان تجده حين مطله أحد الناس قد تخصص في هجائه لتلك الحادثة وحدها، وقال فيها قطعا كثيرة من الشعر أثبتها في العقد (٤)، فتلك النفسية هي التي كان يرى بها الحياة خالية من كل خير وان من فيها كلاب (٥):
وأيام خلت من كل خير ... ودنيا قد توزعها الكلاب
كلاب لو سألتهم ترابا ... لقالوا عندنا انقطع التراب

(١) العقد ٢: ٣٤٩
(٢) العقد ٢: ٣٥٠
(٣) العقد ٣: ٣١
(٤) انظر ١: ٢٩٢ وما بعدها.
(٥) العقد ٢: ٣٤٢

1 / 148