Индия после Ганди: История крупнейшей демократии в мире
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Жанры
ما إن سيطر الغزاة على محطة الكهرباء يوم 24 أكتوبر حتى سلكوا الطريق المفتوح المؤدي إلى سريناجار. وفي طريقهم كانت بلدة بارامولا، وهناك - لأول مرة - يمكننا استقاء روايتنا لما حدث من شهود عيان، فقد رأى مدير بريطاني لإحدى شركات الأخشاب في بارامولا الغزاة قادمين «بإمدادات وفيرة من الشاحنات والوقود والذخيرة، وكان لديهم أيضا مدافع هاون من عياري بوصتين وثلاث بوصات ». سرق من ذلك المدير 1500 روبية كان قد سحبها لتوه من البنك.
وكان الهدف التالي هو دير سان جوزيف، فهناك دمر الغزاة الأجهزة الموجودة في المستشفى، وأطلقوا النار على رئيسة الراهبات وأصابوها، وقتل عقيد كان مقيما في ذلك المجمع على الفور. وأفادت إحدى الروايات أن الراهبات أوقفن صفا استعدادا لرميهن بالرصاص، ولكن رجلا أفريديا كان قد درس في مدرسة رهبان في بيشاور أوقف رجاله قبل أن يضعوا اللمسات الأخيرة في مهمتهم.
28
كتب ألاستير لام، أحد مؤرخي نزاع كشمير يقول: «لا شك أن سلوك البشتونيين طريق الحرب كان نذير شؤم لمن يقعون في طريقهم.» وقد أخبرنا بأنه إلى جانب الهجوم على الدير، أحرق البشتونيون أيضا متاجر كان يمتلكها الهندوس والسيخ، ويقول لام إنهم فعلوا «ما يمكن توقعه من محاربين منخرطين فيما اعتبروه جهادا أو حربا مقدسة».
29
إلا أن جشعهم طغى قطعا على هويتهم الدينية في بارامولا؛ فقد «تهجموا على ديار مسلمي كشمير المسالمين أيضا، فسلبوا ديارهم ونهبوها، واغتصبوا فتياتهم الصغيرات. وقد ترددت أصداء صرخات الفزع والألم لهؤلاء الفتيات في جميع أنحاء بلدة بارامولا».
30
مثلت أحداث بارامولا كارثة استراتيجية ودعائية بالنسبة إلى الغزاة، فقد أثبتت أنه «ما إن يزول التعصب المبدئي للجهاديين حتى لا يتبقى سوى حافز النهب»، فآنذاك كان ثمة «اندفاع لملء الشاحنات بالغنائم من أسواق كشمير وإرسالها إلى ديارهم في وزيرستان».
31
وقد أضاع الغزاة بتوقفهم للسرقة والنهب الهدف الرئيسي الذي كان نصب أعينهم، وهو: إسقاط سريناجار، وهم بهجومهم على المسلمين إضافة إلى الهندوس، قوضوا زعمهم أنهم يحاربون حربا مقدسة. وكان مما ألحق ضررا كبيرا بموقفهم أنه من ضمن من قتلوا كان قساوسة مسيحيين «خيرين» لا شأن لهم بالسياسة، وأنه كان ثمة مراسل بريطاني في الجوار أخذ شهادة الناجين.
Неизвестная страница