Индия после Ганди: История крупнейшей демократии в мире
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Жанры
المشكلة في الهند ليست ذات طبيعة طائفية، وإنما ذات طبيعة قومية لا لبس فيها، ولا بد من التعامل معها من هذا المنطلق ... إن إمكانية اجتماع الهندوس والمسلمين في جنسية واحدة لوهم، وقد جاوز ذلك التصور الخاطئ لدولة هندية واحدة المدى، وهو سبب معظم مشاكلنا، وسوف يؤدي بالهند إلى الهلاك، إذا فشلنا في العدول عن تصرفاتنا في الوقت المناسب؛ فالهندوس والمسلمون ينتميان إلى فئتين متباينتين من الفلسفة الدينية والعادات الاجتماعية والأدب؛ فلا هم يتزاوجون ولا يتزاورون، وهم ينتمون فعليا إلى حضارتين مختلفتين قائمتين بالأساس على أفكار وتصورات متناقضة؛ فآراؤهم إزاء الحياة وجوانب حياتهم متباينة.
إم إيه جناح، خطاب رئيس العصبة الإسلامية، عام 1940
1
هل كان تقسيم الهند ضروريا؟ عندما رحل البريطانيون، ألم يكن بإمكانهم أن يخلفوا وراءهم دولة واحدة؟ ثارت مثل تلك التساؤلات منذ عام 1947، وهي أثناء الإجابة عنها تطرح التساؤل المكمل لها، وهو: «لماذا» قسمت الهند؟
تجلى الحنين إلى الهند المتحدة لدى الأشخاص المقيمين على الناحية الهندية من الحدود بالأساس، إلا أنه أحيانا كان يظهر شعور بالضياع داخل ما صار باكستان أيضا، بل إن أحد السياسيين الاتحاديين المحنكين كتب يوم 15 أغسطس من عام 1947 يقول:
أود فعل أي شيء لإنقاذ وحدة البنجاب ... فإن رؤية ما يحدث لتكسر الفؤاد ... كل ذلك بسبب سياسة التمييع والانصراف قبل الوصول إلى أي اتفاق حقيقي ... فقد استبعد حدوث أي تعديل بتحديد تاريخ لنقل السلطة، ولم يعد من سبيل سوى تشريح الجسد حيا ... سيكون علينا أن نبدأ من جديد، [ولكن] يكاد الأمل ينعدم في بناء الأمور على أساسها القديم؛ إذ إن الكراهية الطائفية والتدمير المتبادل صار لهما الأولوية في أذهان الجميع الآن.
1
لماذا لم يكن إنقاذ وحدة البنجاب - أو الهند - ممكنا؟ قدمت ثلاث إجابات متباينة إلى حد بعيد. الإجابة الأولى تلوم قيادة المؤتمر الوطني على الاستهانة بجناح والمسلمين. أما الثانية فتلوم جناح على السعي وراء هدف إقامة بلد منفصل بصرف النظر عن التبعات الإنسانية، والثالثة تلقي بالمسئولية على عاتق البريطانيين، بزعم أنهم شجعوا الانقسام بين الهندوس والمسلمين بغية إطالة حكمهم.
2
تلك الإجابات - أو لنقل الاتهامات - الثلاثة، كل منها يحمل جانبا من الصواب؛ فصحيح أن نهرو وغاندي اتخذا قرارات خاطئة جدا في تعاملاتهما مع العصبة الإسلامية؛ إذ في عشرينيات القرن العشرين تجاهل غاندي جناح وحاول توحيد قضيته مع الملالي، وفي الثلاثينات زعم نهرو بغطرسة - واتضح فيما بعد أنه كان مخطئا - أن جموع المسلمين ستؤثر اتباع عقيدته الاشتراكية على الانضمام إلى ركب حزب قائم على الدين. لكن في تلك الأثناء، راح المسلمون ينتقلون بثبات من المؤتمر الوطني إلى العصبة الإسلامية. في ثلاثينيات القرن العشرين عندما كان جناح مستعدا لعقد اتفاق، قوبل بالتجاهل، وفي الأربعينيات بعدما صار المسلمون يقفون وراءه بقوة، لم يكن ثمة سبب يدفعه إلى عقد أي اتفاق.
Неизвестная страница