<1/50> قوله: «محجلين» وهو مأخوذ من التحجيل، قال في الصحاح: والتحجيل بياض في قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في الرجلين، قل أو كثر بعد أن يجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين لأنها مواضع الإحجال، وهي الخلاخل والقيود إلخ، ثم استعير التحجيل للنور الذي يكون في أرجل المؤمنين يوم القيامة من أثر الوضوء، ثم الظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل، وأما الوضوء فثابت لغيرهم ويدل له سؤال الأحبار المشهور عن علة أمر الله تعالى بغسل هذه الأعضاء، قال في بعض كتب قومنا عند ذكره لخصائص هذه الأمة مانصه: "ومن خصائص هذه الأمة أيضا الوضوء، فإنه لم يكن إلا للأنبياء دون أممهم" ذكره الحلمي، واستدل بحديث البخاري "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء" لكن قال في فتح الباري: وفيه نظر لأنه ثبت في البخاري في قصة سارة عليها السلام مع الملك الذي أعطاها هاجر لما هم الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي، وفي قصة جريج الراهب أيضا أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام، والظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء، وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي هريرة مرفوعا: "سيما ليست لغيركم" أي علامة. وغاية التحجيل استيعاب العضدين والساقين، والغرة غسل مقدمات الرأس وصفحة العنق على الوجه"، انتهى من المواهب. وقال ابن حجر: الذي اختصت به هذه الأمة الوضوء على هذه الكيفية المخصوصة.
قوله: «وأنا فرطهم» في الصحاح والفرط بالتحريك الذي يتقدم الواردة فيهيئ لهم الأرسان والدلاء ويمدر الأحواض ويستقي لهم، وهو فعل بمعنى فاعل كتبع بمعنى تابع، ويقال: رجل فرط وقوم فرط أيضا، وفي الحديث: "أنا أفرطكم على الحوض" ومنه قيل للطفل الميت: "اللهم اجعله لنا فرطا" أي أجرا يقدمنا حتى نرد عليه، إلخ.
Страница 51