Философский урожай двадцатого века: и другие философские исследования
الحصاد الفلسفي للقرن العشرين : وبحوث فلسفية أخرى
Жанры
أن يطور مفهوم العالم المعيش بوصفه السياق الذي يتم فيه العفل التواصلي، ويربطه بمفهوم دور كايم عن الوعي الجمعي. (3)
أن يربط مفاهيم العالم المعيش التي تستخدم عادة في علم الاجتماع التفسيري بمفاهيم الحياة اليومية التي لا تصلح إلا للعرض السردي للأحداث التاريخية والظروف الاجتماعية. (4)
أن يبحث في الوظائف التي يقوم بها الفعل التواصلي لإقامة عالم متنوع الأبنية. ويتم هذا البحث في أفق العالم المعيش، بحيث يمكن بالاستناد إلى هذه الوظائف توضيح الشروط الضرورية لعقلنة العالم المعيش. ويؤدي هذا إلى آخر حدود البحوث النظرية التي توحد بين المجتمع والعالم المعيش.
47
وفي هذه الحالة يقترح هابرماس أن نفهم المجتمع بوصفه نسقا وعالما معيشا في وقت واحد.
لقد أكد لنا التراث المنحدر من مدرسة دور كايم أن النظرية الاجتماعية تقوم على مفهوم العالم المعيش الذي يدور حول مسألة التكامل الاجتماعي. وقد اختار بارسونز تعبير
Societal Community (أي الجماعة المنتمية إلى مجتمع أو الجماعة الاجتماعية) لكي يبين أن العالم المعيش بوصفه جماعة اجتماعية يشكل قلب المجتمع. مع العلم بأن مفهومه عن المجتمع هو أنه الجهة التي تحدد الحقوق والواجبات لأعضاء الجماعة عن طريق العلاقات الشخصية المشروعة المتبادلة بينهم. ومن ثم تكون الثقافة والشخصية مجرد إضافات وظيفية للجماعة الاجتماعية. فالثقافة تزود المجتمع بالقيم التي يمكن أن تصبح قيما مؤسساتية، كما أن الأفراد الذين أصبحوا منتمين إلى المجتمع يشاركون في الحياة بشكل يلائم التوقعات المعيارية.
وفي مقابل ما سبق نجد أن مدرسة ميد تقيم النظرية الاجتماعية على مفهوم عالم معيش مختزل ومقتصر على إضفاء الطابع الاجتماعي على الأفراد. وعلماء هذه المدرسة يفهمون العالم المعيش بوصفه الوسط الاجتماعي والثقافي للفعل التواصلي الذي يتصورونه في شكل دور محدد يقوم به الأفراد المنتمون إلى المجتمع. وهكذا نرى أن هذه المدرسة لا تلتفت إلى الثقافة التراثية والمجتمع إلا باعتبارهما وسائط يتم من خلالها العمليات التي ينخرط فيها لاعبو الأدوار طوال حياتهم. ومن الواضح أن هذه النظرة لا تعد نظرة متسقة إلا إذا تقلصت النظرية الاجتماعية، بحيث تتحول إلى علم نفس اجتماعي. ولو أخذنا في مقابل ما سبق مفهوم التفاعل الرمزي الذي جعله ميد نفسه مفهوما مركزيا، وتناولناه بالطريقة التي طرحناها من قبل (أي كمفهوم للتفاعل الذي يتم من خلال اللغة كما توجهه المعايير) لاستطعنا عندئذ أن ندخل من باب التحليلات الفينومينولوجية للعالم المعيش، بحيث نكون في هذه الحالة في وضع يسمح لنا بالإحاطة بالترابط المركب لكل هذه العمليات الإنتاجية.
48
لقد أشار بارسونز إلى النموذج النظري للنسق الاجتماعي إلا أنه فشل في الجمع بينه وبين العالم المعيش كمجال للفعل الاجتماعي، وتعذر عليه تحقيق التكامل بينهما في مفهومه عن مجتمع ذي مستويين يربط النسق بالعالم المعيش. بل إن تاريخ النظرية الاجتماعية منذ ماركس لم ينجح في رأي هابرماس في الجمع بين النسق والعالم المعيش؛ ولهذا كله حاول - أي هابرماس - أن يؤلف بينهما بالتأكيد على ضرورة الجمع بين الجانب النظري - الذي يحدد التصورات النسقية للمجتمع المتكامل - وبين نظرية الفعل لمجتمع مترابط من خلال أفعاله التواصلية: «إن نقطة انطلاقي إذن هي أن المشكلة النظرية المتعلقة بكيفية الجمع بين المفاهيم الأساسية للاتساق ونظرية الفعل الاجتماعي هي مشكلة حقيقية وأصلية. والصيغة المؤقتة التي اقترحها، والتي يمكن على أساسها تصور المجتمعات بوصفها كائنات نسقية مركبة لفعل مجموعات متكاملة اجتماعيا، هذه الصيغة تحتوي على هذين الجانبين معا.»
Неизвестная страница