فرق أكثر وقال: إني آسف وحزين. - إني أشعر بفداحة الظلم الذي تتحمله.
فقال مجاملا: ولكنك تتحملين ما هو أفدح. - إنه خطئي على أي حال! - يا له من حديث في ليلة الدخلة. لم تند عن أحدهما حركة، حتى طرحة الزفاف بقيت في موضعها فوق الرأس، غير أنه تفرس في وجهها بحرية في غيبة من عينيها المنكستين، وتأثر أكثر بجمالها وجاذبيتها حتى اعترف فيما بينه وبين نفسه بأنه لولا شذوذ الظرف لالتهمها. وقال بهدوء: لن ترغمي تحت سقفي على شيء ترفضينه.
فقالت بحرارة: إني واثقة من شهامتك ولكني ..
وأمسكت لحظة، ثم قالت: ولكني أؤكد لك أنه لم يبق من الماضي إلا ذكراه المؤلمة.
ترى ماذا تعني؟ فيم تفكر؟ ألم تدرك أبعاد إقدامه على ما فعل؟ متى يصارحها بكل شيء؟ ومتى يتحرر من تأثير أنوثتها الطاغية؟ وتجاهل قولها، وقال متهربا ربما: إني أعجب لشقيقتك فهي لا تقل عن أخي سوءا!
فقالت بازدراء: ما أليقهما ببعضهما! - ماذا بينكما؟ - شر ولا شيء إلا الشر. - ولكن ما سببه؟ - تريد أن تستأثر بكل شيء؛ بالتفوق والحب، ولكني تفوقت، وتوهمت أن والدي يحبانني أكثر فأضمرت لي الحقد والكراهية. إنها فظيعة. - أخي أيضا فظيع.
ثم مستطردا: ولكنك ..
وصمت فقالت بحرارة: انتهى، أبصرت بعد عمى!
رباه. واضح أنها تعيش في حلم. وهي صادقة. حقا؟ أجل صادقة. ما قيمة ذلك؟ المهمة شاقة. وأي خوف من تأثير جمالها وجاذبيتها؟! الضعف في أعماقه أقوى من القوة في أنوثتها. ها هي ترفع عينيها لأول مرة فتلتقي العينان، ويواصل الشمع ذوبانه في الشمعدان الفضي.
سألته باستسلام: أود أن أعرف ما يجول بخاطرك!
Неизвестная страница