141

Haqiqat al-Iman

حقيقة الإيمان

Жанры

٤- ثم نقول لمن قال بكفر مرتكب الكبيرة: إن الله سبحانه أمر بقتل المشركين جملة، ولم يستثن منهم أحدًا إلا كتابيًا يقدم الجزية مع الصغار، أو رسولا حتى يؤدي رسالته، ويرجع إلى مأمنه، أو مستجيرًا حتى يسمع كلام الله تعالى، ثم يبلغ مأمنه، وأمر رسول الله ﷺ بقتل من بدل دينه، فنسأل من قال إن مرتكب الكبيرة كافر مفارق لملة الإسلام بالكلية إذا كان الزاني والسارق وشارب الخمر والقاذف والفار من الزحف وآكل مال اليتيم قد خرج من الإسلام أيقتلونه كما أمر رسول الله ﷺ أم لا يقتلونه، فيخالفون الله تعالى ورسوله؟
ومن قولهم كلهم – خوارجهم ومعتزليهم – أنهم لا يقتلونه، وأن في بعض ذلك حدود معروفة من قطع يد أو جلد مائة أو ثمانين، وفي بعضها أدب فقط، وأنه لا يحل الدم بشئ من ذلك ... وهذا انقطاع ظاهر وبطلان لقولهم جملة (١) .
(ب) الشبهة الثانية:
وهي استدلالهم بقول الله تعالى في بعض مواضع من القرآن الكريم من أن معصية الله تدخل نار جهنم خالدًا فيها، فيكون بذلك كافرًا، كما ورد في آية النساء، والجن، والبقرة، السابق ذكرهم في الفصل الأول من هذا الباب (٢) .
فحسب الفهم السليم الجامع للأدلة فقد قررنا انقسام المعصية إلى شرك، وما دون الشرك.

(١) الأدلة السابقة كلها من "الفصل في الملل والنحل" لابن حزم جـ٣ ص ٢٣٥ وبعدها.
(٢) وهي قوله تعالى في "النساء": "ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين" ١٤، وفي "الجن": "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدًا" ٢٣، وفي "البقرة": "بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدين" ٨١.

1 / 141