Синяя сумка: современный любовный роман
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Жанры
في صباح اليوم التالي ركب اللورد إدورد مركبته، وقصد إلى قصر كنستون فدفع بطاقته إلى البواب يلتمس مقابلة عمته اللايدي بنتن، وبعد هنيهة أقبلت عليه إحدى الوصيفات، وقالت له: تقول حضرة اللايدي بنتن إنها لا تقبل زيارات الماجنين الهازلين، فإياك أن تقصد إلى هذا القصر بعد. - ما السبب؟ لم أفهم ما تقولين. - كذا أقول لك.
ثم صعدت في سلم القصر غاضبة.
فبهت إدورد من هذه المقابلة المهينة، وجعل يفكر بأسبابها وأول ما خطر له أن عمته تأبى عليه انتسابه لها لئلا يسترد منها ثروة أبيه، وأنها - وقد حصلت على الأوراق الرسمية التي تثبت انتسابه - صار يسهل عليها أن تنكر دعواه بأن تتلف الورق الذي هو حجته، فعاد ساخطا محترق الفؤاد تارة يلعن عمته لطمعها، ويقول: «لو تمنحني يد لويزا فأتنازل عن لقبي وحقي من ثروة أبي!» وطورا يلعن خاله لأجل إرساله الأوراق إلى عمته وعدم تسليمها إياه هو. وقد تمادى بالغيظ والحزن، فلم يدر نفسه إلا وهو أمام منزله، فصعد إلى غرفته فوجد بريد الصباح ينتظره فقلبه، فعثر على غلاف معنون بخط لويزا ففتحه بلهفة وقرأه كما يأتي:
عزيزي إدورد
لا تأت إلى قصر كنستون قبل أن تذهب إلى خالك، وتحتال عليه لتتحقق أمر الأوراق الرسمية منه؛ ذلك لأنه ورد لأمي في المساء كتاب بإمضاء خالك يخبرها فيه الحقيقة كما علمتها أنت من الشيخ المستر داي، أو بالأحرى المستر برون، ويقول: إنه أرسل لها الأوراق ضمن حقيبة جلد زرقاء مرسلة في البريد نفسه الذي أرسل فيه كتابه، فبحثت أمي عن الحقيبة المذكورة بين مواد بريدها فوجدتها، ولكن لما فتحتها لم تجد فيها إلا ورقا أبيض، فغضبت وسخطت جدا وأنت تعلم كيف تسخط وتغضب، وظنت أنك وخالك تمازحانها مكايدة لها أولا لأنها منذ عشرين عاما رفضت خالك زوجا لها، ثم في هذا العام رفضتك زوجا لي، فلا أدري هل يجد خالك أم يهزل حقيقة، وهاك نسخة رسالته لتقرأها لعلك تستنتج منها نتيجة مفيدة في تحقيق الأمر.
لويزا
ثم فتح إدورد الورقة الثانية التي فيها نسخة كتاب خاله فقرأ كما يأتي:
سيدتي الفاضلة اللايدي بنتن المحترمة
تعرفينني وأعرفك منذ أكثر من عشرين عاما يوم كنا كلانا في شرخ الشباب وفي أشد عنفوانه، أما الآن فإذا اجتمعنا رأى كل منا الآخر قد تغير في طبعه ومزاجه كما تغير في سحنته، فحرارة الشباب قد بردت ونزق الصبا قد تحول إلى أناة وصبر وحلم.
في ذلك العهد كنت كما كنت في أعلى قمة الشموخ والخيلاء، فلما طلبت يدك أبيت بازدراء واحتقار مع أني كنت أعد نفسي أعظم منك بثروتي بمقدار ما أنت أعظم مني بحسبك، ولما رفضتني شعرت بجرح في فؤادي لا يبرأ إلا إذا أذللت كبرياءك؛ ولذلك صممت أن أزوج أختي من أخيك المرحوم اللورد هركورت سميث، وقد حسنتها له وأغريته بجمالها، وملقته بودادها حتى نجح مشروعي. وإذا تأكدنا أن ذلك يسوءك جدا، وأنك تحرضين أباك على أن يحرم أخاك من اللقب والإرث إذا تزوج أختي عقدنا الإكليل سرا.
Неизвестная страница