Синяя сумка: современный любовный роман
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Жанры
رأى إدورد أن الضرب على هذا الوتر كل حين بعد آخر يصم أذني قلبه؛ فآثر أن يقطعه واستسهل أن يقطعه في تلك الساعة عينها وهو متغيظ، بل رأى أن المغالطة والمراوغة في هذا الحديث غير محمودة العاقبة، وأن الإفصاح فيها أفضل جدا. - أحبك يا أليس أشد حب ولكن حب أخ لأخت؛ لأني لا أرى حبا آخر يقدر أن يتغلب على هذا الحب ويعزله ليقوم مقامه. - إذن تخيب آمالي؟ - بل أكرس نفسي لخدمتك يا أليس. - لا أطلب منك إلا أن تبادلني فؤادك. - أفهم جيدا ... ليس في طوقي يا أليس، ليت قلبي طوع إرادتي. على أني أبذل لك أعز من قلبي، أبذل نفسي أثمن ما في شخصيتي، أبذلها لك رخيصة، ولكن قلبي لا أقدر عليه، أنت أختي وأنا أخوك إلى الأبد.
فطفر الدمع من عيني أليس، واتكأت على يمين الكرسي، ووضعت خدها في كفها وجعلت تكفكف دموعها بمنديل في يسراها. ثم تنهدت قائلة: آه! منكودة الحظ. - لا تقولي كذا يا أليس، فإن عديدا من الشبان الأغنياء والوجهاء وذوي المقامات العالية يلتمسون يدك، وبينهم كثيرون ممن يفضلون علي بمزايا ذات قيمة، ويعدون لك مكانة سامية، فما أنت منكودة الطالع البتة.
عند ذلك أتى المستر هوكر ملتفا بوشاح كبير من الصوف؛ لأنه مل الاضطجاع في سريره، ثم قعد في جانب الشرفة بعيدا عن مجرى الهواء، وأجال نظره في أليس وإدورد، ففهم حاصل ما كان بينهما، فلم يتعرض لشيء من الموضوع، بل دخل في مواضيع عمومية كأنه لم يلاحظ أمرا، ولكن إدورد لم يقتنع أن خاله خفي عليه ظاهر فشل أليس.
بعد العشاء ذهب إدورد إلى «النادي الأدبي» الخاص بخريجي جامعة كمبردج، والمستر هوكر استقص أليس ما دار بينها وبين إدورد من الحديث، فأخبرته فحواه؛ لأنها استحت أن ترويه لأبيها بحروفه؛ فلم يعقب المستر هوكر عليه بكلمة، بل تأمل برهة وانفرد في سريره.
الفصل السادس
حديثه أو حديث عنه
في مساء اليوم التالي لليوم الذي انعقدت فيه حفلة الأنس في قصر كنستون اجتمع إدورد بصديق حميم من أقران المستر وليم جراي في النادي الأدبي، فجرى بينهما الحديث الآتي: أسفنا كثيرا لعدم وجودك معنا يا إدورد. - عساكم استوفيتم كل ضروب المسرات. - سررنا جدا، وكل من كان هناك كان يسائل عنك حتى قلق اللورد روبرت بنتن، واكتأب لما طال تأخرك، وكانت مس بنتن تقول: «لا بد أن يأتي، أنا أؤكد أنه يأتي مهما قام في سبيله من العوائق؛ لأنه يحب روبرت جدا.»
فعض إدرود شفته السفلى، وشعر بسهم من الألم اخترق فؤاده، وكاد يلعن خاله لأنه منعه عن حضور الحفلة، وظل ينظر إلى وليم كأنه يستزيد حديثه؛ فاستمر هذا يقول: ولما وصل تلغرافك، وعرف أنك لن تأتي بسبب انتكاس خالك الفجائي تكدر الكل. - لا تدري كم اغتظت من نكسة خالي، فكان غيظي منها أشد من حزني عليه؛ لأني كنت أود جدا أن أكون بين أصحابي في هذه الحفلة النادرة. - بالحق إنها نادرة يا إدورد، ولو كنت معنا لكان سرورنا ضعفيه بلا شك. - كيف كان أهل البيت لكم؟! - لم يدخروا جهدا في مؤانستنا ومجاملتنا. - قيل لي إن اللايدي بنتن متكبرة بل متعجرفة جدا، فهل لاحظت شيئا من ذلك؟! - نعم لا تخلو من الإعجاب بنفسها وحب الأبهة، ولكنها كانت لكل منا في منتهى اللطف، ولا يخفى عليك أن سيدة كبيرة كاللايدي بنتن لا تقدر أن تتصابى لتلاعب شبانا مثلنا وتضاحكهم، ومع ذلك كنا كلنا ممتنين منها للطفها. - عجيب، قيل لي إنها تتجبر جدا إلى حد أن تزدري محاضريها. - كلا البتة، نعم إنها تترفع وتعجب بنفسها وتفخر، ولكن كما يليق بسيدة جليلة مثلها. ولا أظنك تنكر جلال اللايدي بنتن. - الحق أن الجلال لائق بها، وكيف كانت مس بنتن؟ - أما مس بنتن، فكانت كالحمامة البيضاء، جاملت كل واحد ولعبت وضحكت ومزحت مع كل منا، يا لله! ما أسنى هذه الملكة الصغيرة! فإن كل شيء فيها جميل يا إدورد: حسن صورة، وجمال خلق، وكمال عقل، وذكاء حاد، ومعرفة واسعة. كانت بهجة الحفلة بل كانت ينبوع كل سرور.
فتألقت عينا إدورد غيرة، وهم أن يسأله ماذا قالت عنه وكيف ذكرته، ولكن التعقل ألجم لسانه عن هذا الاستفهام، فحام حوله بسؤال آخر. - أما قرأت لكم شيئا من نظمها الجديد؟ - نعم قرأت قصيدة صغيرة نظمتها لأجل الحفلة خصوصا، بالحق إنها شاعرة يا إدورد، ولكنها تعجب بشعرك جدا، وكانت تسميك «شاعر النرجسة» فتقول: «الآن يجيء شاعر النرجسة، بعد قليل يجيء شاعر النرجسة. قال شاعر النرجسة كذا في قصيدته.»
فاتضح في وجه إدورد صباح البشاشة عند سماعه هذا الكلام، وزقزق قلبه في قفص صدره فرحا، وقال عن تغير ترو: «ثم ماذا؟»
Неизвестная страница