Синяя сумка: современный любовный роман
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Жанры
الفصل الخامس
جرح في قلب
وفي اليوم التالي كان إدورد كل الوقت باهت البشاشة، قليل الكلام، نادر الهزل والمزاح كعادته مع أليس، ولم تكن أليس لتجهل أن سبب امتعاضه هو عدم رضاء أبيها عن تلبيته للدعوة، فحاولت بكل جهدها أن تسره؛ فلم تستطع فحارت في أمره لأنها لم تكن تنتظر أن أبسط الحفلات يخطف فؤاده عنها، وما علمت أن هناك حبيبة غيرها شغلت قلبه وسلبت لبه.
ولما كانا جالسين عصر النهار في الشرفة المطلة على الحديقة قالت له: ما كنت أظنك يا إدورد وأنت معي يمقتك سبب بسيط جدا، ألا تجد في حبي لك مؤنسا يغنيك عن أنس تلك الحفلة؟ - لا ريب أنك آنس لي من كل أنيس يا أليس، ولكني وعدت صديقي مشافهة أن ألبي دعوته؛ ولهذا يشق علي جدا أن أخلف بوعدي. - تعتذر له. - بأي عذر مقبول صادق أعتذر؟ - بأي الأعذار مهما كان بسيطا.
فتأمل إدورد هنيهة وقال: كلا لا أعتذر. يجب أن أذهب. - يظهر أنك ستذهب لأنك تود أن تذهب لا لأنك مقيد بوعد، وإلا لما تعذر عليك الاعتذار.
فأجاب إدورد على الفور كأنه يجاوب عن تغيظ خفي: نعم قد أصبت.
فابتسمت أليس ابتسامة الحليم قائلة: ليتني أعلم ماذا تتوقع هناك من المسرات لعلي أقدر أن أوفرها لك هنا. - أتوقع أصحابا متعددين أقضي الوقت معهم باللعب والهرج والضحك والمذاكرة. - صدقت أن عشرتي لا تغنيك حتى عن عشرة الأصدقاء الاعتياديين، فكيف ترضيك إن كنت تطمع بعشرة أشخاص أخصاء غيري؟!
والظاهر أن أليس أحست أن قلب إدورد مشغول بحب فتاة غيرها، واستدلت على ذلك من تغير أسلوبه في محاضرتها، ومن قلقه في بعض الأحيان وتشوقه إلى حضور الحفلة في قصر كنستون.
وكان سكوت برهة، وهي تغالط نفسها فيما إذا كان إدورد يحبها كما تحبه، وأما إدورد فكان لاهيا عن هذا الأمر بفكر آخر، وهو كيف يسترضي خاله ليذهب إلى قصر كنستون ويرى لويزا، وقد كاد يفجر من الغيظ الذي يكظمه، وشعر أن تحرش أليس به كان كنكاية له في إبان تغيظه.
أما أليس فقد أصبحت على شفا اليأس، وصارت أرغب من قبل في استكناه أفكاره واكتشاف ما في فؤاده من نحوها، وأقلقها جدا ما رأته من فتوره، وغاظها بالأكثر سكوته بعد كلامها الأخير كأنه جوابه الفصيح؛ فاكمد وجهها وصغرت نفسها، وبعد هنيهة اقتضبت ذلك السكوت بصوت خافت كأن مصاريع فؤادها تتكلم لا شفتيها: ماذا أفعل لكي أعجبك يا إدورد حتى تحبني كما أحبك؟ - تعجبينني يا أليس وأحبك. - ولكن أتحبني من نوع حبي؟ - أحبك كأختي. - ولكني أحبك يا إدورد غير حب الأخت للأخ، أحبك حبا شديدا فهل تحبني هذا الحب ولو بعضه؟
Неизвестная страница