في هذه الطبعة شروح لبعض المفردات، وتخريج لبعض النصوص من الكتب المتأخرة، ويبدو أنه اعتمد على طبعة شيخو؛ لأن الأخطاء هي هي، وعدد المقطوعات متقاربة، إذ بلغت فيها (١٤٥٣) مقطوعة.
أما الرابعة وهي آخر الطبعات وأحدثها فهي بتحقيق الدكتور عمر نبيل طريفي، وصدرت عن دار صادر عام ٢٠٠٢ م، أثناء قيامنا بتحقيق الحماسة، وفي الحقيقة كنا نأمل أن تسد هذه الطبعة فراغًا في ساحة تحقيق التراث، وهذا ما تبادر لنا من أول وهلة خاصة أنها قد صدرت في مجلدين قام فيهما الدكتور طريفي بشرح المفردات الواردة في النصوص وتخريج الأبيات من المظان، وقد أملنا أن تكون هذه الطبعة خالية من أخطاء الطبعات السابقة خاصة ما نعرفه من اجتهاد الدكتور طريفي في تحقيق كتاب المراثي لليزيدي وكتاب منتهى الطلب من أشعار العرب لابن المبارك ...
كنا نأمل ذلك، لكن الحقيقة شيء مغاير لذلك فقد أشعرنا بالحزن لأن هذه الطبعة لم تقدم جديدًا ولم تختلف عن سابقاتها سوى في الشرح المستفيض والتخريج، أما عدا ذلك فلا .. وإِن الأمانة تحتم علينا كشف بعض ما وقعت فيه طبعته من هنات تخفى على من لم يطلع على أصل حماسة البحتري المخطوط .. ونحن لا نغض هذا الرجل، فلعله فاضل في ذاته، لكن التحقيق أمانة قبل كل شيء ونحن مُساءلون عنه أمام الله ﷿ ثم أمام التاريخ وجمهرة الباحثين والمحققين والقراء، وما وجدناه في طبعة طريفي من هنات حتم علينا المضي قدمًا في طبعتنا هذه، وحتم علينا أكثر تعريف القُراء بما وجدناه في طبعة طريفي من إخلال بمنهج التحقيق كي لا نُتهم يومًا ما أننا نلقى الكلام على عواهنه، وأننا قد نغض الرجلَ حقه بسبب التنافس .. وحاشانا ذلك.
حوت طبعة طريفي جوانب من الإخلال بالتحقيق منها الوقوع في أكثر الأخطاء التي وقعت فيها طبعتا لويس شيخو وكمال مصطفى، وهذا ما سيلاحظه القاريء في
1 / 9