Халладж
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Жанры
4 «كان يتكلم في ابتداء أمره من قبل أن ينسب إليه ما نسب من الأسرار، فيكشف عن أسرار المريدين ويخبر عنها، فسمي بذلك حلاج الأسرار، فغلب عليه اسم الحلاج.»
وكتب الطبقات الصوفية تموج موجا بكرامات الحلاج وعجائبه، وترويها بلغة اليقين الذي لا يدنو منه الشك!
يقول الحلواني:
5 «كنت مع الحلاج وثلاثة من تلاميذه، في قافلة من واسط إلى بغداد، وكان الحلاج يتكلم، فجرى في كلامه حديث الحلاوة، فقلنا على الشيخ الحلاوة! فرفع رأسه وقال: يا من لم تصل إليه الضمائر، ولم تمسه شبه الظنون والخواطر، وهو المترائي عن كل هيكل وصورة، من غير مماسة ومزاج، وأنت المتجلي عن كل أحد، والمتجلي بالأزل والأبد، لا توجد إلا عند البأس، ولا تظهر إلا حال الالتباس، إن كان لقربي عندك قيمة، ولإعراضي لديك عن الخلق مزية، فائتنا بحلاوة يرتضيها أصحابي!
ثم مال عن الطريق مقدار ميل، فرأينا هناك قطعا من الحلاوة الملونة، فأكلنا ولم يأكل منها، فلما استوفينا ورجعنا، خطر ببالي سوء ظن بحاله، وكنت لا أقطع النظر عن ذلك المكان، وحافظته أحوط ما يحافظ مثله.
ثم عدلت عن الطريق للطهارة وهم ذاهبون، ورجعت إلى المكان، فلم أر شيئا فصليت ركعتين وقلت: اللهم خلصني من هذه التهمة الدنية، فهتف بي هاتف: يا هذا، أكلتم الحلاوة، وتطلب الشك؟! أحسن ظنك، فما هذا الشيخ إلا ملك الدنيا والآخرة.»
ويروي فريد الدين العطار:
6 «أن الحلاج رسم على حائط السجن صورة مركب، ثم أمر المسجونين بأن يركبوا فيها، وأن يذكروا اسم الله سبحانه، فلما فعلوا غابوا عن الحبس، ونجوا جميعا!»
ويحدثنا الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في الفتوحات، وحجة الإسلام الغزالي في الإحياء، أن الحلاج كان يدخل في بيت له يسميه - بيت العظمة - وكان يتطور فينتفش وينتفخ حتى يملأ هذا البيت!
أما كتب التاريخ العام، فتروي عجائب الحلاج، ثم تحاول في أثناء روايتها أن تعللها متدخلة في الرواية حينا، وملقية بالشك عليها أحيانا. ... يروي مسعود بن ناصر، قال: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول:
Неизвестная страница