Хафиз Наджиб: Адиб-мошенник
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Жанры
ونأى على عجل البخار بدرهم
فعسى يذكر من تكبر وانتضى
سيف السكوت لكي يقل تكلمي
ولعله يلقى مكانا في الصدو
فلا يضيق كضيق قيد المجرم
ومن الملاحظ على هذه القصائد، أنها كتبت في فترة واحدة، وهي فترة سجن حافظ نجيب، كما أنها تدور حول فكرة واحدة، تتمثل في براءته من التهم المنسوبة إليه! وهذا الشعر قال عنه أحمد حسين الطماوي: إنه «يعد من شعر الشخصية ... وشعر الشخصية هو الشعر الذي يعبر فيه الشاعر عن أحاسيسه، ويستظهر فيه أعماقه ... ويستمده من حياته، ومن هنا يكون مطبوعا وليس متكلفا، وشعر حافظ نجيب كان ينقل فيه أحاسيسه ويضمنه معالم نفسه، ويعبر فيه عن تجاربه.»
10
وهذا الرأي من الممكن الأخذ به إذا قرأ شعر حافظ منفصلا عن حياته! ولكن إذا امتزج هذا الشعر بحياة حافظ نجيب، سيكون الحكم مختلفا؛ لأن حافظ نجيب في هذه القصائد يكذب على الناس أولا وأخيرا! فهذه القصائد إذا كان طنوس قد اكتشفها، بعد زمن طويل من كتابتها، كان من الممكن اعتبارها تجربة شعورية ذاتية صادقة! ولكن الحقيقة أن هذه القصائد قد أرسلها حافظ من سجنه إلى طنوس كي ينشرها على الناس! وهذا يعني أن حافظ نجيب أراد من نشر هذه القصائد، استجداء عطف الناس عليه، حتى ولو عن طريق اختلاق مشاعر وأحاسيس غير صادقة! والدليل على ذلك، أنه لم يشر إلى تهمته، ولم يوضح الجريمة المنسوبة إليه، وما هي دوافعها! أي إنه لم يتحدث مطلقا عن القضية، وكل شعره اتجه نحو الشكوى والأنين، وقسوة السجن، وعذاب الحب ... إلخ ، من أجل التأثير على القارئ!
ومهما يكن من الأمر، فالذي لا شك فيه أن هذه القصائد كتبها حافظ نجيب، وهي تعتبر من أعماله الإبداعية، التي تعكس فترة من حياته، وتدل على قدرته في صياغة الشعر، سواء كان شعرا صادقا أو شعرا كاذبا! وكنا نتمنى أن نجد له شعرا في مناسبات أخرى، قيل في فترات متباعدة، حتى نحكم على قدرته الشعرية! ولكن بكل أسف فقصائد حافظ نجيب في مجملها، قيلت في السجون، وفي فترة زمنية واحدة، وحول غرض واحد، هو الشكوى!
حافظ نجيب ... الروائي
Неизвестная страница