Хафиз Наджиб: Адиб-мошенник
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Жанры
53
ومن الغريب أن جورج طنوس، لم يكتف بإصدار كتاب «نابغة المحتالين» عن حافظ نجيب، بل شرع في ذلك الوقت في طبع كتاب ثان، قال عنه تحت عنوان «نوادر نجيب»: «بناء على رغبة الأكثرين من أهل الفضل والأدباء، شرعت الآن في طبع كتاب غير هذا باسم «نوادر حافظ نجيب»، سيظهر بعد زمن قريب، مشتملا على كل ما أتاه حافظ من المدهشات والمستغربات، منذ خروجه من سجن الحضرة إلى الآن. ولا سيما ما أجراه من غريب الحيل، في أديرة الرهبان، في العام الذي قضاه معتزلا عن عباد الله ... حتى خرج بعد ذلك العام، يحمل ألفا وأربعمائة جنيه، حصل عليها بطريقة مدهشة، متى اطلع عليها القارئون في الكتاب القادم، أدركوا أن حافظا، آية من آيات الزمان في الخداع والاحتيال.»
54
وبالبحث لم نجد كتابا باسم «نوادر حافظ نجيب» من تأليف جورج طنوس أو غيره، ولكن أحمد حسين الطماوي، أشار إلى أن هذا الكتاب صدر باسم «الراهب المسلم» عام 1910،
55
ولكنه لم يطلع عليه. كما أن هناك دليلا آخر على صدور هذا الكتاب، حيث قرر حافظ نجيب رفع قضية عام 1919 على من تاجروا باسمه، وألفوا كتبا عنه حشوها بما لا يرضيه، ولكن هذه القضية لم ترفع، واتضح أنها لعبة من ألاعيب حافظ.
56
أما الدليل الثالث، فقد جاء به حافظ نجيب نفسه، عندما كتب قصته في الدير لأول مرة، في مجلة «العالمين» بتاريخ 21 / 1 / 1924، قائلا قبل أن يسرد القصة: «ننشر اليوم هذه القصة، رغبة في ذكر الحقائق، التي شوهها بعض المرتزقين من الكتاب، حين طمعوا بكسب دريهمات، من سبيل نشر الخرافات عنا والطعن فينا، يوم كنا لا نملك وسيلة لدفع مفترياتهم، ولا فرصة لرد ألسنتهم البذيئة في أفواههم القذرة. ننشر هذه القصة اليوم ليعرف القراء الحقيقة، في حادثة أرجف بها المرجفون، وطنطن بها المحتالون، ليكسبوا الدرهم من طريق الكذب والتلفيق، لا يردهم أدب فقدوه، ولا مبدأ شريف لم يألفوه، وها هي الحقائق، لم ننقص منها ولم نزد، ليعرف الناس قدر الذين نشروا عنا ما نشروا، يوم أمنوا التأديب من رجل، ظنوه لن يعود إلى عالم الأحياء.»
وبعد أن سرد حافظ قصته في الدير بكل تفاصيلها المعروفة - كما جاءت في الاعترافات، مع بعض الاختلافات - قال: «هذه قصة وجودي في الدير وخروجي منه، وشهودها أحياء، القمص إيسيذورس لا يزال حيا يرزق وهو رئيس الدير الآن، ونيافة الأنبا باخوميوس وهو لا يزال أسقف الدير، والقس بطرس وهو الآن مطران أخميم، والقمص باخوم وعاذر أفندي جبران وبيومي أفندي الشناوي وكلهم أحياء، كذلك وكيل الدير تاضروس أفندي ميخائيل، الذي أرجف المرجفون بأنني أخذت منه مئات من الجنيهات، لشراء آلة لاستخراج الذهب، لا يزال حيا يرزق في منفلوط ... فقارنوا بين ما نشره صغار النفوس والعقول وبين الحقائق، تدركوا أن بعض الذين ينتسبون إلى الصحافة، كذبة ومنافقون، عاشوا قذى في عين ذوي الفضل من رجال الأدب، ولطخة عار في جبين الصحافة، التي نكبت بوجودهم بين رجالها.»
ومن الملاحظ على هذا القول، أنه موجه إلى كتاب ألفه جورج طنوس عن حافظ نجيب أثناء تنكره في شخصية الراهب، وحياته في الدير! ولم يكن موجها إلى كتاب «نابغة المحتالين»؛ لأن هذا الكتاب لم يتطرق إلى حافظ نجيب كراهب إلا بإشارة يسيرة! وهذا دليل على أن كتاب «نوادر حافظ نجيب» أو «الراهب المسلم» صدر بالفعل. ومن الجدير بالذكر، أن حافظ نجيب لم يكتف بهذا الرد على طنوس بخصوص كتاب «الراهب المسلم»، بل رد عليه أيضا بخصوص كتابه «نابغة المحتالين» في مجلة «العالمين» بتاريخ 8 / 3 / 1924، قائلا في ثنايا قصته «غرام أنطوان دوريه»: «دام اعتقالي أسبوعين، وخرجت يوما إلى دار النيابة في محكمة الموسكي، مكبلا بالحديد، حولي الجنود للحراسة. وكان الزحام شديدا في المحكمة، كلهم يريدون مشاهدة «حافظ نجيب»، الذي من عليه «جورج طنوس»، بشهرة تذهب بالكرامة، وتغري بالاحتقار، بما نشره اعتباطا، من القصص الموضوعة، والنوادر الكاذبة في كتابه «نابغة المحتالين».»
Неизвестная страница