Хафиз Наджиб: Адиб-мошенник
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Жанры
إحسان :
لم يكن العالم في زمانك يا أماه في سفه وخبث، أهل هذا العصر ... وكل يوم يجيء ... يضاعف منحدر الشطط والزيغ ... ويبعد عن الفضيلة والمبادئ السامية، وقد لاحظت هذا منذ وصلنا إلى باريز؛ لما شاهدته في هذه المدينة من أحوال الجنسين ... النشيط واللطيف ... في تجاذبهما بباعث الشهوة ... وانحدارهما إلى بؤر السقوط الأدبي ... على مزالق الدعارة ... يخفي شناعتها وفظاعة السقوط حجاب كاذب من عناوين المدنية الخلابة والتحضر الكاذب.
أسما :
ولكنني لم أر شيئا مما تشيرين إليه يا ابنتي، فكيف رأيت كل هذا ونحن لا يفارق بعضنا بعضا خطوة واحدة.
إحسان :
لقد نشأت يا أمي في حجاب الصون وسذاجة الطهر وسلامة التنبه ... في حرز من خبث الغواة وتغرير البغاة ... كنت بمعزل عن الشر والأشرار وراء حجابك المصون، لهذا فأنت تمرين بهذه الجماعات وأنت في طور الشيخوخة بباصرة الأجهر وأنف المزكوم، أما أنا، فإنني تنبهت لمجرد وجود التقارير بين من أعرف من أهلي وأفراد هذا المجتمع المبتذل، تنبهت مع الحذر.
أسما :
نعم يا ابنتي، إن المرأة التي يتطرق إلى نفسها الظن السيئ ترى ما لا يرى العاقل، وتدرك ما لا يعني بإدراكه اللاهي المتكاسل.
إحسان :
ما أصعب الدرس العملي لأول الأمر، أما الآن فإنني بفضل المقارنات المستمرة أصبحت قادرة على تحليل الألفاظ والإشارات والعبرات ... وإشارات التحية ... ونظرات العيون وذبولها ... والابتسامات ... وكل ما يبدو على الوجه والفم والعين ... ماذا تفهمين من الابتسامة يا أماه؟ لقد اعتدت أن تبتسمي عند انشراح النفس، أليس كذلك ! ولكن ابتسامات المرأة في هذا العصر يا أماه قد تكون من ألم الغيرة ... وهكذا العين خلقت للنظر، ولكنها الآن تؤدي وظيفة اللسان، فترسل نظرات للسخط أو الرضا ... للهزأ أو الإجلال ... للميل أو للنفور ... للعتاب أو للاستبشار ... للوعد أو للوعيد ... للمطارحة والمجاذبة أو للمكارهة والمجانبة ... وهكذا، كل حركات اليد والرأس والفم وسائر أعضاء الجسد، يستخدمها الإنسان المتمدين للغواية ... للعبث بعقل وقلب المرأة!
Неизвестная страница