Хафиз Наджиб: Адиб-мошенник
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Жанры
وفي أثناء ذلك، كان يداوم على اتصاله الآثم بالأميرة فيزنسكي في الإسكندرية، وفي إحدى زياراته لها، شاهد عندها السيدة ألكسندرا أفيرينو
1
صاحبة مجلة «أنيس الجلس»، فتعرف عليها وتوطدت صداقتهما في عام 1905، حيث أرسلت له صندوقا به نياشينها كي ينظفها عند الجواهرجي لاتنس، ولكنه احتفظ بالصندوق في دولاب الراقصة حميدة، التي أخذت منه نيشان السلطان عبد الحميد، وارتدته أمام الجمهور في أثناء رقصاتها المتعددة. ووصلت أخبار مجون حافظ ونزواته وعلاقاته النسائية إلى أسماع الأميرة فيزنسكي، فأرادت الانتقام منه، فحرضت ألكسندرا أفيرينو كي تتهمه بتبديد نيشانها، وبالفعل حدث هذا وتم القبض على حافظ نجيب، وأودع سجن الحضرة بالإسكندرية.
وبعد أن قضى حافظ مدة العقوبة، خرج من السجن ليجد قضيتين في انتظاره من تلفيق الأميرة فيزنسكي، ومن ثم عاد حافظ إلى السجن مرة أخرى. وبعد قضائه مدة العقوبة الثانية، خرج مفلسا معدما، فكتب رواية تمثيلية مثلتها إحدى الجمعيات على مسرح إسكندر فرح، فكسب منها بعض المال، ثم تعرف على فرنسين اليهودية التي ساعدته بالمال أيضا، ثم تعرض إلى حادث اغتيال نجا منه بأعجوبة، وعلم أن القاتل مأجور من الأميرة فيزنسكي. وبعد أيام تم القبض عليه بتهمة الاحتيال على أحد المحال التجارية، والنصب على إحدى الراقصات وسرقة سوارها الذهبي، وجاء شاهد زور في المحكمة مدفوعا من قبل فيزنسكي، وأدلى بشهادة كاذبة بأنه كان حاضرا في الوقعتين، فتم سجن حافظ نجيب للمرة الثالثة، ولكنه قرر الهرب من السجن.
ساعدته اليهودية فرنسين في الهرب أثناء انتقاله من السجن إلى نيابة شبرا، واختفى في أحد البيوت بالظاهر، وتنكر في شخص رجل يهودي بدين، وقام بمغامرة مع رئيس البوليس السري المسيو كارتييه لتأمين مسكنه بالظاهر. وفي أحد الأيام قرأ حافظ في الصحف اتهاما له بتهمة الاحتيال على رجل يهودي سرق ساعته، وأن التحقيق تم، وأحيلت القضية إلى قاضي الجنايات، فأصدر الحكم بسجن حافظ نجيب لمدة ثلاث سنوات غيابيا. وبمرور الوقت تأكد حافظ بأن هذه التهمة لفقتها أيضا الأميرة فيزنسكي، فقرر ترك اسم حافظ نجيب، والتنكر في أكثر من شخصية، هربا من مطاردة البوليس وتنفيذ الأحكام، ولكي ينقذ البقية الباقية من سنوات عمره.
تنكر حافظ في شخصية عم دؤدؤ بائع الفشار والحلوى ولعب الأطفال، فعرفه كارتييه رئيس البوليس السري وطارده في الشوارع والأزقة، حتى دخل حافظ في حمام بلدي للنساء، وهرب من بابه الخلفي، وعندما دخل كارتييه وجنوده، انهالت عليهم النساء ضربا. ثم تنكر حافظ مرة أخرى في شخصية مبروك الخادم، وعمل عدة أشهر لدى رئيس النيابة الذي يحقق في قضايا حافظ نجيب، وأخذ منه شهادة خطية بحسن سيره وسلوكه. وفي عام 1913 سلم حافظ نجيب نفسه، وفي المحكمة وأمام اتهامات رئيس النيابة بسوء سلوكه، كشف المتهم حافظ نجيب عن شخصيته الأخرى، وهي مبروك الخادم، فأحرج رئيس النيابة أمام القاضي، خصوصا عندما قدم للقاضي شهادة حسن سيره وسلوكه المكتوبة بخط يد رئيس النيابة. وتم الحكم بسجن حافظ، ولكنه كالعادة هرب من السجن.
بعد ذلك تنكر حافظ في شخصية المسيو بنفيه، وصناعته التجارة والوساطة بين مصانع أوروبا ومكتب قومسيون مدام فرنسين اليهودية، ثم تنكر في شخصية البارون دي ماسون، الرجل الثري اليهودي هاوي الآثار، فتعرف على الأرملة الكونتس سيجريس، ورافقها في رحلتها السياحية، فأعجب بها وحماها من نظرات الطامعين في جمالها، خصوصا سرحان باشا، الذي دعاها بصحبة البارون أو حافظ نجيب إلى إحدى حفلاته. وفي هذه الحفلة تحدى البارون الباشا، وبعد عدة مغامرات مع التلاعب بالألفاظ والعبارات، حضر البوليس لأن البارون وعد الكونتس بأن حافظ نجيب سيحضر لمقابلتها في هذه الحفلة. وبالفعل يكشف البارون عن نفسه، ويعترف أمام الجميع، بعد أن تخلص من تنكره، بأنه حافظ نجيب الهارب من عدة أحكام. ويسلم نفسه طواعية للبوليس، بعد أن أعلن أمام الجميع بأنه سيقابل الكونتس سيجريس غدا في جزيرة بالاس أوتيل لشرب الشاي.
وأمام هذا التحدي، قام البوليس بوضع حافظ نجيب في زنزانة شديدة الحراسة، وفي صباح اليوم التالي لم يجدوه في الزنزانة ... وعلى الفور ذهبوا إلى موعد الكونتس سيجريس، فوجدوها بصحبة نخبة من رجال المجتمع، ولم يحضر حافظ لمقابلتها كما وعد. ولكن الحقيقة أن حافظ نجيب هرب بالفعل وقابل سيجريس لأنه كان موجودا ضمن ضيوفها باسم المسيو بنفيه. وبعد أن علمت سيجريس بقدرة حافظ في الهرب والتنكر، زاد إعجابها به، فطلب منها الزواج، ولكنها رفضت بحجة أن حافظ نجيب طريد العدالة، فأخذ منها وعدا بأنه سينهي هذه الإشكالية بشرط أن تحافظ على وعدها له بالزواج، فوافقت.
غاب حافظ نجيب فترة من الزمن تنكر فيها في شخصية الشيخ صالح عبد الجواد، ثم قام بمحاولة جنونية ساعده فيها صديقه خليل حداد. وتتلخص هذه المحاولة في شربه لدواء معين يظهره بمظهر الميت، ومن ثم تم الإعلان عن موت الشيخ صالح، وفي الوقت نفسه قام خليل حداد بإبلاغ البوليس أن الشيخ صالح المتوفى هو حافظ نجيب. وعندما حضر البوليس وتأكد من موت حافظ، صرح بدفنه وأغلقت جميع القضايا المنسوبة إليه. وفي المساء تم دفن حافظ في قبره، وبعد عدة ساعات زال مفعول الدواء، فتنبه حافظ من نومه، وخرج من القبر وعاش بين القوم باسم بنفيه، وتم زواجه من الكونتس سيجريس، ولكن هذا الزواج لم يدم طويلا.
أدمن حافظ الخمر فترة من الوقت، وعاش في ضياع ويأس، حتى قرر أن يترهب. فشجعه البعض على هذا الأمر، وظهر حافظ نجيب عام 1908، في شخصية الراهب غبريال إبراهيم في دير بشوي، ثم ظهر باسم الراهب غالي جرجس أو فيلوثاؤس في دير المحرق بأسيوط. وظل حافظ في الرهبنة لمدة عام، ومن ثم ترك الدير وتعرف في فندق ناسيونال عام 1909 على بارون سويدي يدعى ماير، وكان مريضا، وبعد أيام قليلة يموت البارون متأثرا بمرضه، فينتحل حافظ شخصيته واسمه الحقيقي وهو شنيدر، ونزل بهذا الاسم في فندق مينا هاوس. وبعد أيام قليلة لعبت الخمر برأس خليل حداد، فثرثر مع أحد الصحفيين، وكشف عن شخصية حافظ نجيب وأنه من نزلاء الفندق، فأبلغ الصحفي البوليس الذي حضر وحاصر المتهم حافظ، ولكن حافظ نجيب استطاع الهرب كعادته. وإلى هنا تنتهي الاعترافات.
Неизвестная страница