فقالت: أنا أغني شيئا من هذا!! ففطنت أنا لما يريد، فقلت لها: إنه يريد أن تغني له:
إن الخليط أجد منتقله
فقالت له: قطع ظهرك! أين هذا من هذا!! وغنت الصوت.
وكان من غنائها الجيد:
خليليَّ هبّا نصطبحْ بسوادِ
فقال لها يوما: يا ستي غني لي بالله:
خليلي هبا نصطبح بسماد
فقالت له: إذا عزمت على هذا فوحدك!
١٥٥ - وحدث أبو محمد يحيى بن محمد بن فهد قال: رأيت أبا الحسن علي بن عمرو الموصلي يكتب إلى أبي تغلب ابن ناصر الدولة كتابا، فكتب في موضع منه: "أمور حميدة" فقلت: أمور جميلة قال: صدقت، ولكن كتبت وأنا بالموصل إلى أبي تغلب رقعة فيها "أمور جميلة" ووصلت الرقعة إليه وهو عند أخته جميلة، وكانت غالبة عليه محتوية على أمره، لا يقطع شيئا دونها، فعرضها عليها وأخذ فيها تضمنته رأيها، فأنكرت علي قولي "جميلة" إنكارا شديدا لأنه اسمها، وبلغني فاعتذرت أعظم الاعتذار، وما كتبت إلى أحد بعدها "جميلة"، وصارت لي عادة!
١٥٦ - وحدث أبو القاسم الجهني قال: كان في أسد بن جهور نسيان وسوداء، فحضرته يوما في دار بعض الوزراء وقد جلس يتحدث، ومعنا بعض القضاة، وكان يوما حارا، فوضعنا عمائمنا، ووضع القاضي قلنسوته، فطلب الوزير أسد بن جهور، فقام مسرعا، وأخذ قلنسوة القاضي، وعنده أنها عمامته، فلبسها ودخل على الوزير، فصاح القاضي به وجماعتنا، فما سمع ولا رجع، حتى بلغ الوزير، فضحك منه، وخجل أسد وعدا إلينا راجعا عنه.
1 / 37