فابنك منا استرعيته كفاكا ... واحفظ النَّاسِ له أدناكا
وقد وجدت الرجلَ والوراكا ... وحكتَ حتَّى لم تجدِ محاكا
ودرتَ في هذا وذا وذاكا ... وكل قولٍ قلتُ في سواكا
زورٌ وقد كفر هذا ذاكا
وثناها بأخرى هي:
إلى أمير المؤمنين فاعمدي ... سيري إلى بحرِ البحورِ المزبدِ
أنتَ الذي يابن سميَّ أحمدِ ... ويابنَ بيتِ العربِ المسوَّدِ
يا أعظمَ النَّاسِ بدًا لم تجحدِ ... إنَّ الذي ولاكَ ربُّ المسجدِ
ليس وليُّ عهدها بالسعدِ ... عيسى فنكلِّها إلى محمدِ
فقد رضينا بالهمام الأمردِ ... بل قد فرغنا غير أن لم نشهدِ
وغيرَ أن العقدِ لم يؤكَّدِ ... وحتى تؤدي من يدٍ إلى يدِ
فبادرِ البيعةَ وردَ الحشَّدِ ... وردَّه منك رداءَ يرتد
فهو داءُ السَّابق المقلَّدِ ... قد كان يروي أنَّها كأنْ قدِ
عادتْ ولو قد فعلتْ لم ترددِ ... فهي ترامي فدقدًا عن فدفدِ
حتَّى إذا حان ورود الوردِ ... وحان تحويل الغوي المفسدِ
قال لها الله هلمي وارشدي ... فأصبحت نازلةً بالمعهدِ
لم ترمِ تزفارَ النفوسِ الحسَّدِ ... بمثلِ ملكٍ ثابتٍ مؤيدِ
لما انتحوا قدحًا بزندٍ مصلدِ ... بلوا بمشزور القوى مستحصدِ
صمصامةٍ تأكلُ كلَّ مبردِ
وروي الخدم هذا الشعر وحفظوه وتداولوه، فبلغ ذلك المنصور فدعا به وعنده عيى بن موسى جالسًا عن يمينه، فأمر بإنشاد ما بلغه عنه، فحذر عيسى، ولم يمكنه التوقف فيما أمره المنصور، فأنشده والمنصور يشر ويفرح، وعيسى يكمد ويحقد! قال أبو نخلة: وخرجت فلحقني عقال بن شبه فقال: أما أنت فقد سررت أمير المؤمنين، فلئن تم ما أصلت لتصيبن ما أملت ولئن أخطاك ذاك لتبغين "نفقًا في الأرض أو سلمًا في السماء! " قال: فعلت لعقالٍ:
علقت معالقها وصرَّ الجندب!
ما كان لي والله قدرة على الخلاص من هذا المجلس وما جرى فيه، فكتب المنصور لأبي نخلة بمائة ألف درهم، فخرج إلى الري لأخذها.
قال الزبير: فحدثني عمي أن عيسى بن موسى وجه مولى يقال له قطري، فقتله في طريقه، وسلخ وجهه، وقال له لما أضجعه ليذبحه: يابن المومسة هذا أوان صر الجندب! فقال أبو نخيلة: لعن الله ذاك جندبًا ما كان أشأم ذكره وأنكد جده! وكان ظفره به قطري بساوة، وهو ذاهب إلى الري، وقال لي محمد بن الحسن المخزومي، بل ظفر به حين انصرف من الري، ودخل عليه قومه وهو في بيت خمار، وقد ثمل فذبحه، وقتل مزن كان معه من غلمانه، وهرب بعضهم بدوا به وماله!.
1 / 20