ولا يربط الهند بالصين غير طريقين ناقصين، وهما: طريق سملا، وطريق دارجيلنغ الواقعتان على طرفي جبال همالية، وهذا إلى أنك تصادف بين حين وآخر سائحا أو تاجرا مخاطرا يمر من التبت إلى وادي الغنج واضعا متاعه الخفيف، أحيانا، على ظهر معز أو متن ضائن؛ لعجز أي حيوان آخر عن مجاوزة مسارب وعرة معوجة مخيفة كالتي تبصر في منحدرات تلك الجبال.
وتكون تلك المسارب على حافة نهر في الغالب، بيد أنه ليس لمجاري المياه التي تنبع في جبال همالية جوانب يسهل اجتيابها خطوة بعد خطوة ما هوت هذه المجاري، على العموم، في مضايق مظلمة، ومسايل ممزقة للصخور خارقة لها خرقا بليغا ممتدة بين الصخور القائمة، وما أكثر ما يسمع خريرها من أعماق الهوي والوهاد فتجاب إذ ذاك على جذول
3
الشجر أو بواسطة جبل، ثم يصعد في طنف
4
صخرة يصاب بها المرء من تخيله بالثول
5
والدوار.
لم تسلم بلاد الهند من غزو الفاتحين لها من الشمال مع ذلك، فقد حلم أمراء الغرب المقاحيم، منذ أقدم القرون، بالاستيلاء على هذا القطر الغني الذي جاء في الأساطير أنه يدر الحجارة الكريمة ويخرج النبات العجيب.
وفي الشمال الغربي من النطاق المخيف المنيع الذي ضربته الطبيعة حول بلاد الهند ثغرة نهر كابل؛ فمن ضفاف هذا النهر ولج الإسكندر والمغول والأفغان وغيرهم في شبه جزيرة الهند.
Неизвестная страница