لله ذاك المليح لما ... أتى بأسفاره إلينا
كم قد غدا حائمًا إلى أن ... أوقعه البخت في يدينا
فظن جهلا أنا عليه ... وما درى أنه علينا
قال: وبينما هو في جامع إشبيلية إذ مر به صبي في نهاية الحسن. فأنشده مسمعًا له:
ما ضر من سار وما سلما ... لو أنه من لحظه سلما
فأظهر النفار من ذلك، فقال: لا تخف، انك أنت الأعلى. ففطن لمراده. فقال: لست ممن يركب بأجرة ولا سخرة. فلم يحر جوابًا. وبقي متعجبًا من فطنته ومن مخاطبته، وبحث عنه فإذا هو من بني زهر.
ولما أشتهر قول أبي العباس الكورائي فيه:
إست الحبارى ورأس النسر بينهما ... لون الغراب وأنفاس من الجعل
خذها إليك بحكم الوزن أربعة ... كالنعت والعطف والتوكيد والبدل
حمله ذلك على أن قال:
يا أعرق الناس في نسل اليهود ومن ... تأبى شمائله التفصيل للجمل
خذها بحكم اجتماع الذم واحدة ... تغنى عن النعت والتوكيد والبدل
1 / 46