ألاعبه بالشطرنج إذ دخلت إليه أمه له وألقيت إليه براءةً عرفته أن امرأة دفعتها إليها، ورغبت منها توصلها إلى سيدها.
فقال هذا وقته! ولم يلتفت إليها. قال: فقلت له: ولعل فيها مالا يجب تأخيره. قال: ولعل. ثم أخذها وقرأها، فإذا بوجهه قد تغير، ثم ضحك ورمى بها إلى وقال: انظر هذا لا يحب تأخيره. فقرأتها، فإذا فيها:
هذا ابن حجاج تفاقم أمره ... وجرى وجر لحد غايته الرسن
حتى غدا ملتقى ذبيحا حاكيا ... للناس رقدته إذا هجر الوسن
فليحزن الكاتب ما قد غاله ... وأخص بينهم الفقيد أبا الحسن
فقلت: ومن ترى قائل هذه الأبيات لعنه الله؟ قال: يا سبحان الله! وهل صاحبها غير الكورائي الذي طبعه الله على ألا يضيع فرصة من فرص الأذاة.
قال أبو عمران: ثم أشتهر بعد ذلك قول الكورائي في تلك القضية معرضا بابن عياش:
فليحزن الكتاب ما قد غاله ... وأخص من بين الجميع فلانا
1 / 44