Фасул Фи Такафа

Али ат-Тантави d. 1420 AH
155

Фасул Фи Такафа

فصول في الثقافة والأدب

Издатель

دار المنارة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Место издания

جدة - المملكة العربية السعودية

Жанры

الكلمات العَويصة التي لا يعرف معناها إلا أئمة اللغة فليسوا في شيء من الفصاحة ولا يُعَدّون من أهلها؛ إنما الفصاحة والبيان فيما يدعونه: «السهل الممتنع»، الذي وصفه ابن المقفَّع بأنه الذي إذا سمعه الجاهل ظن لسهولته أنه يحسن مثله، فإن جرّبه امتنع عليه ولم يصل إليه. هذا كلام الله، وهو أبلغ الكلام، هل فيه الغموض المقصود، أو لفظ يصعب فهمه على العربي الذي نزل القرآن بلسانه؟ أم هو الآية في الوضوح والبيان؟ وهل تكرر ورود كلمة في القرآن كما تكرر لفظ «المُبين»؟ والمبين اسم فاعل من أبان يُبين، والجاحظ سمّى كتابه «البيان والتبيين» ما سمّاه «الغموض والتغميض»! ولقد أمسى أبو علقمة النحوي أضحوكة التاريخ لمّا قال وقد ازدحم عليه الصبيان: ما لكم تَكَاكَاتم عليّ كَتَكَاكُئكم على ذي جِنّة؟ افرنقعوا عني! (١) وأكثر ما يصنع هذا في عصرنا ناس من الأعاجم، تعلموا العربية تعلمًا وما هي في طبعهم ولا هي على ألسنتهم، فستروا بهذا الإغراب جهلَهم. * * *

(١) هذه ترجمتها إلى العربية التي يفهمها الناس: "ما لكم تجمّعتم عليّ كتجمّعكم على رجل مجنون؟ تفرقوا عني"! ولأبي علقمة المذكور نوادر من هذا الباب رواها ابن الجوزي في «أخبار الحمقى والمغفلين»، وروى أمثالًا لها ثم عقّب عليها تعقيبًا حسنًا فقال: وقد تكلم قوم من النحويين بالإعراب مع العوام، فكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صوابًا، لأنه لا ينبغي أن يُكلَّم كل قوم إلا بما يفهمون، ومن هذا الباب قوله ﷺ: «حدّثوا الناس بما يعقلون» (مجاهد).

1 / 160