قال دارتانيان: «أأنت على يقين مما أخبرتني به ذات مرة من أن تلك المرأة؛ تلك المرأة ذات العلامة، زوجتك، قضت نحبها حقيقة؟»
تنهد آثوس عميقا، وأسقط رأسه بين يديه، وشرد فكره لبضع لحظات.
ولما رفع رأسه، لاحظ دارتانيان أن كل أمارات الحزن والأسى، قد حل محلها نظرة قوية باردة.
قال دارتانيان: «إنها امرأة في حوالي السابعة والعشرين من عمرها، ولكنها تبدو أصغر من ذلك.»
قال آثوس: «أليست جميلة؟» «بلى، هي جميلة للغاية!» «وذات عينين زرقاوين نجلاوين، وأهداب طويلة وحاجبين داكنين؟» «نعم.» «طويلة القامة وبضة القوام؟» «نعم.» «وزهرة الزنبق صغيرة، وردية اللون، وتبدو وكأن جهدا قد بذل لإزالتها؟» «نعم.»
قال وكأن فكرة مفاجئة قد طرأت بباله: «ولكنك قلت إنها إنجليزية.»
قال دارتانيان: «ينادونها ميلادي، ورغم ذلك فمن الجائز جدا أن تكون فرنسية؛ فهي تتكلم الفرنسية بطلاقة. ومع كل، فليس اللورد وينتر إلا شقيق زوجها.» «إنها هي؛ زوجتي. وكنت أظنها ماتت. سأزورها.» «حذار يا آثوس! إنها قادرة على أن تفعل أي شيء. أرأيتها ثائرة، في وقت من الأوقات؟»
قال آثوس: «لا.»
قال دارتانيان: «إنها وشقة برية، أو نمرة!» ثم روى كل ما حدث.
واستطرد يقول: «أقسم بشرفي، لو عرفت أنك لا تزال حيا، فلن تساوي حياتك عندها شيئا. ولحسن الحظ أننا سنغادر باريس بعد غد.»
Неизвестная страница