رد آثوس قائلا: «أتظن أن الحياة تعني الكثير بالنسبة لي؟» «يحيط بها لغز جديد. من المؤكد أنها إحدى جواسيس الكاردينال.»
قال آثوس: «في هذه الحالة عليك بمزيد من الحذر؛ إذ لم ينس الكاردينال موضوع ماسات الملكة. وإن خرجت، فلا تخرج وحدك. وعندما تأكل فخذ كل الاحتياطات. لا تثق بأي شيء، حتى ولو كان ظلك!»
قال دارتانيان: «لحسن الحظ، ليست هذه الاحتياطات ضرورية؛ إذ سنكون غدا في طريقنا للانضمام إلى القوات، قرب روشيل. وهناك، كما أرجو، لن يكون غير الرجال لنخافهم.»
قال آثوس: «ورغم ذلك، دعني أصحبك إلى بيتك.»
عندما خرجا، بعد ذلك بساعة، أمر آثوس خادمه جريمو بأن يحضر بندقيته، ويتبعهما على بعد خطوات منهما.
الفصل السابع عشر
دارتانيان يطلق العنان لقدميه
في الصباح الباكر لليوم التالي، استعرض لويس الثالث عشر قواته المختارة لمهاجمة ميناء روشيل.
من سنوات خلت كان الأهلون مشاغبين ومصدرا لقلق الكاردينال. وبسبب عدم وفاء السكان ودسائسهم ضد أنصار الملكية، جاءت إلى هذه المدينة أعداد ضخمة من المنشقين والمغامرين والجنود المرتزقة من جميع الجنسيات. ووجد أعداء فرنسا ترحيبا مسبقا، ومأوى آمنا داخل أسوار المدينة. وفضلا عن هذا، كانت روشيل آخر ميناء مفتوح أمام الإنجليز، الذين اعتبرهم الفرنسيون في ذلك الوقت أعداءهم الحقيقيين.
ولمساعدة سكان روشيل في مقاومة أي هجوم تقوم به القوات الملكية، وعدهم الإنجليز، أو على الأصح، وعدهم دوق بكنجهام، الذي هو ألد أعداء الكاردينال، بتقديم كل عون. فلما علم لويس الثالث عشر أن بكنجهام قد أرسل قوة قوامها تسعون سفينة تحمل عشرين ألف رجل، نزلوا على جزيرة ري أمام حصن روشيل المحاصر، ما عاد يشك في كلام الكاردينال، بأن ثمة خطرا حقيقيا يحدق بمملكة فرنسا. وقرر إرسال جيش من الرجال المختارين لإخضاع المتمردين، إلى الأبد، وأن يقود الهجوم بنفسه بمساعدة الكاردينال.
Неизвестная страница