فلما نزل أقبل على معاذ وأكرمه، وجفا خالدًا. فلما سخط المهدي على أبي عبيد الله قعد عنه معاذ وأتاه خالد. فبذل له مالًا جليلًا، وأعانه بنفسه وماله وجاهه كل المعونة. فلما رأى خالد أبا عبيد الله قد عجب من ذلك، مع ما ستر من جفائه، قال له: يا أبا عبيد [الله]: إن النفس التي منعتني من «النزول لك [ذلك] اليوم هي التي بعثتني على ما ترى من وفائي لك في هذا الوقت؛ وإن النفس التي بعثت معاذًا على نزوله لك هي التي أقعدته عنك الآن.
قال حنبلي: هذه -والله -المكارم التي عاش الناس في بحبوحتها قديمًا وعدمناها في أواخر أعمارنا، لموت الكرماء، حاشى ظهير الدولة خازن إمامنا.
٢٥ - قيل لأمير المؤمنين علي عم: لم لا تلبس الجديد وأنت تقدر عليه؟ قال: هو أخشع لقلبي. وقيل له: لم لا تجعل لدرعك ظهرًا؟ قال: لأني لم أدخل الحرب فأحدث نفسي بالفرار والتولي.
يقال: من ذل للعلم طالبًا عز مطلوبًا.
٢٦ - قال أبو زيد: قلت للخليل: لم قالوا في تصغير واصل «أويصل» ولم يقولوا «أوويصل»؟ قال: كرهوا أن يشبه كلامهم نبح الكلاب.
1 / 38