٣٣- أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، ثنا إسماعيل -يعني: ابن موسى الفزاري- ثنا مسلم وهو ابن خالد الزنجي، عن جعفر -يعني: ابن محمد- عن أبيه، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ لما خرج من المسجد أتى ذا الحليفة، فصلى عنده ركعتين، ثم ركب راحلته، حتى إذا استوت على ظهر البيداء لبى بالحج، وإني لأنظر إلى الناس أمام بصري وعن يميني وعن شمالي، يريدون يفعلوا مثل ما فعل رسول الله ﷺ، وهو بين أظهرنا، والقرآن ينزل عليه، وهو يعرف تأويله، وأهل بالحج: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك» إلى آخرها، فخرجنا معه حتى دخل مكة فطاف بالبيت سبعًا، رمل من ذلك ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم أتى المقام وهو يقول: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ فصلى عنده ركعتين، قال: وكان أبي يستحب أن يقرأ فيها بالتوحيد: ﴿قل هو الله أحد﴾ و﴿قل يا أيها الكافرون﴾، ولم يكن يذكره عن أحدٍ،
ثم رجع إلى جابرٍ، قال: فلما صلى ركعتين استلم الحجر ثم خرج إلى الصفا، قال: ثم قال: «نبدأ بما بدأ الله ﷿ به»، ثم قرأ: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، فانتهى إلى الصفا فرقى عليه حتى بدا له البيت، ثم رفع يديه ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٍ، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده»، ثم هبط فلما تصوبت قدماه في ظهر المسيل من الشق الآخر ⦗٨٧⦘ (رمل) ثم انتهى إلى المروة فصعد فيها حتى بدا له البيت، فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» مثل (ما) قال على الصفا، فعل ذلك حتى فرغ من طوافه.
1 / 86