ما اتصل إلينا من
فوائد أبي أحمد الحاكم
رحمه الله تعالى
(٢٨٥ - ٣٧٨ هـ)
الجزء العاشر والحادي عشر
تحقيق وتخريج
د / أحمد بن فارس السلوم
عفا الله عنه
دار ابن حزم
الطبعة الأولى
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Неизвестная страница
الجزء العاشر من فوائد أبي أحمد الحاكم
1 / 49
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم﴾
أخبرنا به المشايخ الثلاثة المسندون المعمرون الإمام العالم الحافظ البارع شمس الدين أبو بكر محمد بن الحافظ محب الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله المقدسي، وغرس الدين أبو الصفا خليل بن شرف الدين صالح بن أبي بكر بن إبراهيم بن الحافظي، وأم محمد عائشة بنت سيف الدين أبي بكر بن عيسى بن أبي القاسم الحنفي الشهيرة ببنت قوالبج، قراءة عليها وأنا أسمع في يوم الثلاثاء، رابع شهر
1 / 51
المحرم، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، بالمدرسة الخاتونية البرانية بدمشق المحروسة، والآخران إجازة إن لم يكن سماعًا، قالوا ثلاثتهم:
أخبرنا به المشايخ سعد الدين أبو زكريا محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد الأنصاري المقدسي، وعلاء الدين أبو الحسن علي بن الشهاب أحمد بن عسكر بن عبد الواحد القصيري الجمال، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ملعة بن مطرف القنوي ثم الصالحي، قراءة عليهم ونحن نسمع، قال ابن المحب والحافظي: في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رجب سنة ثمان عشرة وسبعمائة، بالجامع المظفري، وقالت بنت (ابن) قوالبج في يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، بمنزل الأول بقاسيون، زاد ابن المحب والحافظي فقالا:
وأبو عبد الله محمد بن نعمة بن سلمان الحوراني، ومحب الدين أبو عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي، قراءة عليهما ونحن نسمع في التاريخ المذكور، زاد ابن المحب أيضًا - أعني: شيخنا، فقال:
وزين الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ نصر بن عبيد بن
1 / 52
محمد بن عمران الحنفي الصالحي، قراءة عليه وأنا أسمع، في يوم الخميس خامس عشر جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وسبعمائة، قالوا خلا ابن المحب:
أخبرنا الشيخ الإمام العالم بقية المشايخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي، قراءة عليه ونحن نسمع عشية السبت ثاني ربيع الآخر سنة ست وأربعين وستمائة، وقال ابن المحب شيخ شيخنا: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري، قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة، في سادس شهر شوال
1 / 53
سنة ثلاث وخمسين وستمائة، قال هو والمرسي: أخبرتنا الشيخة الجليلة الحرة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الشعري، قراءة عليها ونحن نسمع، قال البكري: في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة بنيسابور المحروسة، قالت: أخبرنا الشيخ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قراءة عليه وأنا أسمع في منتصف شهر رمضان المعظم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وذلك سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، قال: أنبا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، قال:
1 / 54
١- أنبا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد، ثنا علي يعني ابن الجعد بن عبيد الجوهري، أنبا شعبة -يعني: ابن الحجاج- عن قتادة، عن داود السراج، عن أبي سعيد الخدري، قال: -يعني: شعبة- وقال لي هشام -وكان أحفظ، عن قتادة وأكثر مجالسة له مني-: هو عن رسول الله ﷺ قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو» .
٢- أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، حدثني محمد -يعني: ابن أبان- بن عمران الواسطي، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى قال: قال ⦗٥٦⦘ رسول الله ﷺ: «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني، فلا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار» . قال أبو موسى فقلت: ما قال رسول الله ﷺ إلا وهو في كتاب الله ﷿ فوجدته: ﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده﴾ .
٢- أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، حدثني محمد -يعني: ابن أبان- بن عمران الواسطي، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى قال: قال ⦗٥٦⦘ رسول الله ﷺ: «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني، فلا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار» . قال أبو موسى فقلت: ما قال رسول الله ﷺ إلا وهو في كتاب الله ﷿ فوجدته: ﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده﴾ .
1 / 55
٣- أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران، أنبا عبد الرحمن -يعني: ابن عمرو البجلي- ثنا زهير -يعني: ابن معاوية- ثنا مطرف وهو ابن طريف الحارثي، عن المنهال بن عمرو، عن نعيم بن دجاجة قال: كنت عند علي بن أبي طالب ﵁ فجاءه عقبة أبو مسعود، فقال علي: يا فروخ ⦗٥٧⦘ أما إنك تفتي الناس؟! قال: إنما أخبرهم أن الآخر فالآخر شر، قال: فحدث ما سمعت النبي ﷺ يقول في المائة، فقال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يكون مائة سنةٍ وعلى وجه الأرض عينٌ تطرف» .
فقال علي ﵁: أخطأت أخطأت في أول فتواك، إنما قال ذلك لمن هو يومئذٍ، وهل الرخا أو الفرج إلا بعد المائة.
1 / 56
٤- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري بحلب، ثنا عبد الأعلى بن حماد -يعني: النرسي- ثنا وهيب بن خالد، عن أيوب ومعمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: قال رسول الله ﷺ: «ليس بالكذاب ⦗٥٨⦘ من أصلح بين الناس، فقال خيرًا أو نمى خيرًا» .
1 / 57
٥- حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب المقري بواسط، ثنا محمد بن خالد -يعني: ابن عبد الله الواسطي- ثنا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة، عن السلمي وهو عمرو بن عبسة قال: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام، قلت: لو حدثتنا حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ ليس فيه انتقاصٌ ولا وهنٌ، قال: سمعته يقول: «من ولد له ثلاثةٌ في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله ﷿ الجنة، بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله ﷿، فبلغ العدو، أصاب أو أخطأ، كان له كعتق رقبة، ومن أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله تعالى ذكره بكل عضوٍ منها عضوًا منه من النار، ومن ⦗٥٩⦘ أنفق نفقةً في سبيل الله، فإن للجنة ثمانية أبوابٍ، دعته حجبة الجنة يدخل من أبواب الجنة شاء» .
1 / 58
٦- حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن العباس البزار ببغداد، ثنا جبارة -يعني: ابن مغلس الحمامي- ثنا قيس -يعني: ابن الربيع- عن حكيم بن جبير، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج ⦗٦٠⦘ قال: قال رسول الله ﷺ: «المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ» .
1 / 59
٧- حدثنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ببغداد، ثنا محمد -يعني: ابن بكار بن الريان- ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا عطية بن عطية، ثنا عطاء أنه سمع عمرو بن شعيب يقول: كنت عند سعيد بن المسيب جالسًا فذكروا أن رجالًا يقولون: إن الله ﷿ قدر كل شيء، ما خلا أعمال العباد، قال: فوالله ⦗٦١⦘ ما رأيت سعيدًا غضب غضبًا أشد منه يومئذٍ حتى هم بالقيام، ثم إنه سكن فقال: أتكلموا به، أما والله لقد سمعت فيهم حديثًا كفاهم به شرًا، ويحهم لو يعلمون، قال: قلت: رحمك الله يا أبا محمد، وما هو؟ قال: فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال: حدثني ابن خديج أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «يكون قومٌ من أمتي يكفرون بالله ﷿ وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى»، قال: قلت: جعلت فداك يا رسول الله، وكيف ذاك؟! قال: «يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه»، قال: «يجعلون إبليس عدلًا لله ﷿ في خلقه وقوته ورزقه ويقولون: الخير من الله والشر من إبليس ويقرون على ذلك فيكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة، فما يلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال، أولئك زنادقة هذه الأمة، (في زمانهم) يكون ظلم السلطان فيا له من ظلمٍ وحيفٍ وأثرة، ثم يبعث الله طاعونًا فيفني عامتهم، ثم يكون خسفٌ فما أقل من ينجو منه، المؤمن يومئذٍ قليل فرحه، شديدٌ غمه، ثم يكون المسخ فيمسخ الله ﷿ عامة أولئك قردةً وخنازير، ثم يخرج الدجال على أثر ذلك»
قال: ثم بكى رسول الله ﷺ حتى بكينا لبكائه، قال: قلنا: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: «رحمةٌ لهم، الأشقياء، إن منهم متعبدًا، ومنهم مجتهد، مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعًا، إن عامة من ⦗٦٢⦘ هلك من بني إسرائيل بالتكذيب به»، قال: قلت: يا رسول الله، فقل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال: «تؤمن بالله ﷿ وأنه لا يملك معه أحدٌ ضرًا ولا نفعًا وتؤمن بالجنة والنار، وتعلم أن الله خلقهما قبل خلق الخلق، ثم خلق خلقه، فجعل من شاء منهم إلى النار، ومن شاء منهم إلى الجنة، عدلًا ذلك منه، فكل يعمل بما قد فرغ له منه، وهو صائرٌ إلى ما خلق له»، قال: قلت: صدق الله ورسوله أو كما قال.
1 / 60
٨- أخبرنا أبو الحسن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الجدي بمكة، ثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة: أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفًا، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز مناطقهن فشققنه فاتخذنه خمرًا فدخلت امرأةٌ منهم على رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، كيف الطهر من الحيض؟ فقال: «تعمد إحداكن إلى مائها وسدرها فتغتسل بها، ولتصب على رأسها وتبلغ شئون رأسها ولتدلكه فإن ذلك طهورٌ، ثم تفيض عليها من الماء، ثم تأخذ فرصةً ⦗٦٤⦘ أو قرصةً -شك محمد بن عبد الملك- ممسكةً فلتطهر بها» . قالت: يا رسول الله، كيف أتطهر بها؟ فقال: وكان رسول الله ﷺ: «يكني»، قال: فقالت عائشة: تتبعي بها أثر الدم.
1 / 63
٩- أخبرنا أبو عبد العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ببغداد، ثنا أبو نعيم -يعني: عبيد بن هشام الحلبي- ثنا عبيد الله -يعني: ابن عمرو الرقي-، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة، ⦗٦٥⦘ عن علي بن حسين قال: أخبرني أبو رافع مولى رسول الله ﷺ أن الحسن بن علي حين ولد أرادت أمه فاطمة ﵂ أن تعق عنه بكبشين فقال رسول الله ﷺ: «لا تعقي عنه، ولكن احلقي شعره يوم السابع، ثم تصدقي بوزنه من الورق على الأوفاض من المرضى في سبيل الله»، ثم ولدت الحسين بن علي ﵁ فصنعت به مثل ذلك.
1 / 64
١٠- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ثنا ⦗٦٦⦘ إبراهيم بن حمزة -يعني: الزبيري- ثنا الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ أتي وهو بالعقيق، فقيل له: إنك بوادٍ مبارك.
1 / 65
١١- أخبرنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزاز بدمشق، ثنا هشام بن عمار، ثنا عثمان وهو ابن حصن بن علاق القرشي يكنى أبا محمد، عن عروة بن رويم، عن معاوية بن حيدة القشيري أنه قدم على النبي ﷺ فقال: والذي بعثك بالحق ودين الحق ما تخلصت إليك حتى حلفت لقومي عدد هؤلاء -يعني: أنامل كفيه- بالله لا أتبعك ولا أومن بك ولا أصدقك، وإني أسألك بالله بم بعثك الله ﷿ ربك قال: بالإسلام، قال: أن تسلم وجهك لله وتخلي له نفسك، قال: فما حق أزواجنا علينا؟ قال: «أطعم إن طعمت واكس إن كسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبحه ولا تهجر إلا في البيت، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا»، ثم أشار بيده قبل الشام، فقال: «ها هنا تحشرون، ها هنا تحشرون، ركبانًا ⦗٦٧⦘ ورجالًا وعلى وجوهكم الفدام، وأول شيء يعرب عن أحدكم فخذه» .
1 / 66
١٢- أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، ثنا عبد الحميد -يعني: ابن صبيح العنبري- ثنا حماد -يعني: ابن زيد- عن سعيد الجريري، عن مطرف قال: قال لي عمران بن الحصين: ألا أحدثك حديثًا لعل الله ﷿ ينفعك به، فإني أراك تحب الجماعة، قال: قلت: لأنا أحرص على الجماعة من نملةٍ، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله»، قال مطرف: فنظرت في ذلك فإذا هم أهل الشام.
1 / 67
١٣- أخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ببغداد، ثنا إسحاق -يعني: ابن أبي إسرائيل- ثنا حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يومًا بعد العصر حين غربت الشمس وبدت النجوم وعلق الناس ينادونه: الصلاة الصلاة، وفي القوم رجلٌ من بني تميم، فجعل لا يفتر ولا ينثني أن يقول: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: تعلمني بالسنة لا أم لك، وإني شهدت رسول الله ﷺ جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، قال ابن شقيق: فوقع في نفي من ذلك شيءٌ حين حدث عن رسول الله ﷺ عن شيء صنعه، قال: فلقيت أبا هريرة فذكرت ذلك له، فوافقه وصدقه.
١٤- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المستنير بالمصيصة، ثنا علي -يعني: ابن بكار- ثنا الفزاري -يعني: أبا إسحاق إبراهيم بن محمد- عن سفيان وهو الثوري، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي ﵁ قال: علمني رسول الله ﷺ أن أقول هؤلاء ⦗٦٩⦘ الكلمات في الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت» .
١٤- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المستنير بالمصيصة، ثنا علي -يعني: ابن بكار- ثنا الفزاري -يعني: أبا إسحاق إبراهيم بن محمد- عن سفيان وهو الثوري، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي ﵁ قال: علمني رسول الله ﷺ أن أقول هؤلاء ⦗٦٩⦘ الكلمات في الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت» .
1 / 68
١٥- أخبرني أبو الطيب الحسين بن موسى الرقي بأنطاكية، ثنا عامر -يعني: ابن سيار- ثنا فرات -يعني: ابن السائب- عن ميمون يعني: ابن مهران، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، وأبان بن أبي عياش، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «إذا دخل مذنبوا أهل التوحيد النار عيرهم المشركون، فقالوا لهم: ما أغنى عنكم توحيدكم، فقد استوينا نحن وأنتم في عذاب الله ﷿، فيحمى الله لهم أنفًا، فيقول: انطلقوا ⦗٧٠⦘ إلى جهنم فمن كان في صدره مثقال شعيرةٍ من إيمانٍ أو مثقال ذرةٍ أو مثقال حبةٍ من خردلٍ أو قالها مرةً من دهره مخلصًا، فأخرجوا منها خلقًا كثيرًا، لا يحصيهم إلا الله ﷿، فاحترقت أيديهم وأرجلهم، ونحلت أبدانهم، ولم تصل النار إلى وجوههم إكرامًا للتوحيد، فيأتون عينًا من عيون الجنة، فيشربون من أحديها فينقى ما في بطونهم من أذى أو داءٍ، ويغتسلون بالأخرى فتنبت لحومهم على خصال أهل الجنة، فيسمون الجهنميون ما شاء الله، ثم يكرهون هذا الاسم، فيسألون الرب ﷻ أن يضعه عنهم فيفعل، حتى ما يعرفون من غيرهم، فعند ذلك من بقي في النار يقول: ﴿ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين﴾ ويوقنون بالخلود، ويدعون بالويل والثبور» .
1 / 69
١٦- أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد السكوني بحمص، ثنا المسيب -يعني: ابن واضح- ثنا ابن المبارك عن سفيان عن فرات -يعني: القزاز- عن أبي حازم، عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ أنه كره شم الطعام، وقال: «إنما يشم السباع» .
1 / 71