Завоевание Египта арабами
فتح العرب لمصر
Жанры
من هذا نعرف أن المدينة المقدسة قد نزلت بها كوارث السيف والنار، ومن لم يدركه القتل والأسر من أهلها هرب لائذا إلى الجنوب في القرى المسيحية من بلاد العرب.
16
وكانت تلك القرى جماعات وادعة، فعكر صفوها ما بلغها من صدى الدعوة الجديدة؛ دعوة نبي الإسلام. ولعل ذلك الحادث من انتصار الفرس أهل الأوثان في بيت المقدس هو الذي نزلت بمناسبته الآية الشهيرة:
غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين .
17
ولكن الملجأ الأكبر للهاربين المشتتين من المسيحيين كان القطر المصري ولا سيما الإسكندرية، وكان عدد سكانها قد تزايد بمن كان يرد إليها من اللاجئين الذين كانوا لا ينقطع سيلهم منذ ابتدأت غزوة الفرس في بلاد الشام.
وقد كان كرم «حنا الرحوم» وما عنده من المال لا يكفيان لسد الحاجة الشديدة التي عمت البلد قبل أن تأتي إليها وفود اللاجئين من بيت المقدس، فما بالك بالحال وقد جاءت إليها تلك الوفود، ثم زاد البلاء اشتدادا؛ إذ كان فيض النيل في ذلك الصيف فيضا ضعيفا مخطرا، وكانت عقباه مجاعة
18
جرت على البلاد كلها ذيل الخراب؟ على أن الهبات كانت لا ينقطع مددها عن الكنيسة، وقلما جاء قاصد قصد «حنا الرحوم» «كما تلجأ السفينة إلى المرفأ الذي لا موج فيه» ثم ارتد خائبا؛ فكان ذلك البطريق الطاهر يطعم الطعام للفقراء، وفوق ذلك بنى الملاجئ والمستشفيات للمرضى والجرحى، ولم ترض نفسه أن يعنف الأغنياء إذا هم بلغت بهم ضعة النفس أن يستفيدوا من إحسانه، ولكن هذا البذل لا يمكن أن يدوم. فلما اشتد القحط وجد حنا خزائنه قد أخذت تخوي، وفيما كان في شدة من أمره أصابته فتنة شديدة؛ وذلك أن أحد الناس أتى إليه وكان قد تزوج مرتين؛ ولهذا كان غير صالح أن يدخل بين رجال الدين،
19
Неизвестная страница