شيم عرفت بها غلاما يافعا
ولقد عرفت بمثلها أسلافي
فطرب الناشئ وقال: حقا إن منبج لم تنجب بعد أبي عبادة البحتري مثلك. اصدح يا بني كما تشاء وغرد، وعلم طيور الشام تلك الألحان القوية المملوءة بذكريات المجد والبطولة، فإن الناس حيث شعراؤهم، فلقد سئمنا تلك الأشعار الرخوة الخائرة، التي قتلت في نفوس العرب النخوة والشهامة، وصدفتهم عن التطلع إلى المجد والغلب، فعاشوا في بلهنية
12
النعيم، واستناموا إلى الراحة بين ظل الأشجار، وخرير الأنهار، وبين قينة
13
وكأس، وعبث ومجون. وهذا العبث إلى ما مني به العرب مع الاعتماد على الغرباء، وإلقاء شئون الدولة إليهم ، هو الذي قضى على الدولة العباسية، وأتى على بنيانها من القواعد، بعد أن ملكت أطراف الأرض، وتحدت الدنيا بالعلم وقوة السلطان أيام الرشيد والمأمون. لقد رمحتنا
14
الدنيا بعد أن كنا نقتعد منها صهوة العز والصولة. هذا خليفتنا العباسي الذي بايعه الديلم بعد أن خلعوا أخاه وسملوا
15
Неизвестная страница