قوله: (وإن إجابة داعيهم المذكور من جملة الواجبات) هذا بناء على مذهبنا، والدليل على صحة ما أشار إليه بقوله بدليل نحو من سمع من الأخبار المرويات يشير إلى قول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- [ ]((من سمع داعينا أهل البيت فلم يجبهم كبه الله على منخريه في نار جهنم)) (1) فإن قلتم: فما يجب بعد تبيين هذا على الإمام للرعية وما يجب له عليهم.
قلت: أما الإمام فيجب عليه حفظ بيضة الإسلام ووضع الحدود في مواضعها وتفقد الطرقات والمناهل والمساجد وحفظ الأوقاف والإنصاف للمظلوم من الظالم وما أشبه ذلك(2).
وأما الرعية فإن كان الإمام قد مضى وجب اعتقاد إمامته إن تواترت صحتها وإن لم تواتر لم يجب وإن كان إمام الزمان ما علم أنه يجب على جميع الناس معرفة تكامل الشرائط جميعها فيه إلا العلم فإنه يجب أن يعرف منه جملة أما بالخبرة أو بالتواتر لأنه يفتي ويدرس أو يرجع في المسائل ولا يجب تفصيلا بل يجب فيه تقليد من قد خبره من العلماء ويدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- [ ]((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات جاهلية)) (3) وهذا أحسن تأويلا في هذا الحديث وإلى هاهنا انتهى كلامنا في هذا الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلواته على رسوله الأمين وآله الطيبين وسلامه عليهم أجمعين (4).
Страница 98