Философия удовольствия и боли
فلسفة اللذة والألم
Жанры
ولا أغالي إذا قلت إن أرسطبس كان فيه ناحية أخرى تنزع إلى الشيوعية، والدليل على هذا أنه لم يكن يفرض على عشيقته أن تكون وفية له، «فأية غضاضة عليه في أن يسافر غيره من الناس في سفينته».
17 (3) أرسطبس وبروطاغوراس
ذكر العلامة «وندلبند
Windelband » في كتابه «تاريخ الفلسفة» وأيده في ذلك العلامة سدجويك في كتابه «تاريخ الأخلاق» أن السبب في اختلاف الرأي بين المذاهب السقراطية، إنما يرجع في أكثر الأمر إلى أن المعلم الكبير (سقراط) لم يحدد «الخير» الذي يجب أن تتجه إلى تحصيله الأعمال الإنسانية، على الرغم من أن مذهبه قد انحصر في أن حياة الإنسانية العقلية ينبغي أن تتجه دائما نحو الحصول على ما هو «خير».
ولقد ذهب القورينيون مذهب أستاذهم جملة وتفصيلا، غير أنهم ابتعدوا عن سقراط في التطبيق، فقالوا بأن ذلك «الخير» الذي عناه سقراط لن تقع عليه في شيء إلا في «اللذة» التي هي الشيء الوحيد الذي نرغب فيه، والذي تنزع إلى الحصول عليه وتنشده كل المخلوقات ما لم يصدها عنه عامل من العوامل.
18
على أنك بالرغم من وضوح المحجة في استخلاص الآصرة بين مذهب سقراط ومذهب تلميذه العظيم، تستطيع أن ترد فكرة أرسطبس إلى مذهب أساسي قال به الفيلسوف بروطاغوراس، إذ قضى بأن معرفة الإنسان تقف عند الحد الذي تنتهي إليه حواسه، وأية آصرة أقرب، أو وشيجة أمنن، من تلك التي تربط بين الحواس واللذة المباشرة؟
يقول بروطاغوراس: «إن الإنسان لا يستطيع أن يعرف إلا ما يظهر له (أي الظواهر) لا ما هي طبيعة الأشياء في ذاتها (أي الماهيات) وهو لا يعرف على أية صورة تظهر الأشياء لغيره من الناس.»
ومؤدى هذا القول أن ملكاتنا لا تؤهل بنا إلى تحقيق عقلي تحكم من ناحيته في الأشياء، أنبيلة هي أم غير نبيلة، وأن كل ما نعرف عن الخيرية
Goodness
Неизвестная страница