(حرف الميم)
مشمش وهو فى الغرس اجود وان كان الزرع هو الاصل ويزرعه يكون من نواه او يؤخذ من نوى ما قد بلغ من شجرته واستوفى مدته وتصح فيستخرج من المعالى عليه ويعزل للزرع فاذا اريد زرعه فليكن من اوائل الحوت الى اخر الحمل وهو عسر النشو ويسبق عليه الفساد كثيرا الا انه اذا نبت طال مكثه ونماوه فى الارض فليحفر له فى الارض حفائر لطاف ويجعل من اربع نويات الى سبعة لا زياده ولا نقصان ويسقيه ويتركه فاذا بدا ينبت وطلع فى الارض فليكنه من البرد بالتغطيه له الى ان ينسلخ البرد فان طال فى الارض فليحول الى موضع اخر ويفرق بين اصوله وان كانت مجتمعة تفريقا لا ينقطع منه عروقه ولا يزيل زرعه واذا كان فى هذا النامى فى موضع زرعه فلينبش اصوله بعد شهر من تحويله وزبل باحد الازبال الموصوفة للشجر تزبيلا دائما فى كل اسبوع فالمحول اصولا من شجرة عتيقة قضبان فانه لا ينبغى ان يزيل هذا المنقول من المزروع قيل لكون تزبيله اقل واذا زرع او غرس والقمر زائد الضوء افلح ومتى زرع تحته ورد احمر ثمره ومضغ ورقه يزيل وجع الضرس وهو بارد رطب سريع العفونه يولد الحميات ويفسد الطعام
موز اصله من نوى التمر غرس فى القلقاس وعفن بالسقى فنبت وهو شجر سريع سبط يطول فوق ثلاثة ازرع بحسب السقى وجودة الارض ولا يكاد يوجد فى بلد زاد عرضه على ميله وحد بلوغه سبعون يوما ولا تخصص ثمرته بزمن واذا بلغت قطعت وخلفتها مثلها من اصلها والفاضح غير جيد بل يقطع فجا ويكبس فى اوراقه اياما او فى التبن او الشعير او الحنطة واجوده الكبار حار رطب فى الثانية ينفع من السعال واوجاع الصدر وخشونة القصبة ولا فضلة له رماد قشره وشجره يدمل ويقطع الدم وان يجعل ورقه على الاورام حللها ويصلح بالعسل والسكر ويسمى قاتل ابيه لا يحمل الا مرة ويموت وقنوه من خمسين الى خمسمائة موزه وهو يزرع ويحول ويغرس بمحل اخر فيسلا وان ترك فى محله لم يضره مالم يزدحم ولا زمن لغرسه وتوافقه الارض السليمة من جميع الطعوم وقد يحصل له ذبول وموت قبل ان يثمر قيل ودواه ان تشق اصوله ويصب فيها فيها ما خلط بسحيق ورقه مع زبل غنم وترش اغصانه بخمر ممزوجة بماء ثم يرش عليها ما مطر ويغير بتراب سحيق جدا قيل ليس فى الدنيا شئ يشبه ما فى الجنة غيره لان الله تعالى يقول اكلها دائم وظلها وقد كان لا يعهد صلاحه فى الطائف وقد رايته فيه مع شدة البرد به الآن وما اظن ذلك الا لانتقال بعض البرد المعهود فى الطائف كما هو محسوس وقد ذكروا ان بعد كل قرن يحصل انتقال بعض صفات الاقطار من حر وبرد وشوم وسعادة الى غير ذلك وقد اخبرنى بعض من يوثق به ان بلدة اصفهان من بلاد العجم كان لا يعهد فيها السموم وقد حدث فيها ذلك بحيث ان المترفين يتخذون لدفعه اماكن معدة لذلك وقد كان البرد بمكة ضعيفا جدا وشديدا بالمدينة جدا فضعف بالمدينة وزاد بمكة وقد كان الموضع المسمى الآن بالجوبانية رباط الامير جوبان المشهور بالنحوسه ما يسكنه ذو عيال الا واصيب فيهم ولا ذو مال الا افتقر كما نصه مؤرخ المدينة السيد على السمهودى نفع الله بعلومه وهو الآن بخلاف ذلك وهذا برهان واضح لما ادعينا وسياتى من كلام الحكما ما يثبت هذا المدعى
Страница 121