درهم بيض وعشرة دسوت ثياب وجارية رومية فخرجت حليمة من عنده فرحة مسرورة إلى حيها.
قال الواقدي فلما أتى على النبي ص خمسة عشر شهرا كان إذا نظر إليه الناظر يتوهم أنه من أبناء خمس سنين لتمام نمو جسمه وملاحة بدنه قال الواقدي فلما حملت حليمة النبي إلى حيها حين أخذته من عند عبد المطلب وكان لها اثنان وعشرون رأسا من المواشي فوضعت في تلك السنة كل شاة توأما ببركة النبي ص وخرج من عندها ولها ألف وثلاثون رأسا من الشاغية والراغية. قال الواقدي وكان لرسول الله ص إخوة من الرضاعة يخرجون بالنهار إلى الرعاء ويعودون بالليل إلى منازلهم فرجعوا ذات ليلة مغمومين فلما دخلوا الدار قالت لهم حليمة ما لي أراكم مغمومين قالوا يا أمنا إن في هذا اليوم جاء ذئب وأخذ شاتين من شياهنا وذهب بها فقالت حليمة الخلف والخير في الله تعالى فسمع النبي ص قولهم فقال لهم لا عليكم فإني أسترجع الشاة من الذئب بمشيئة الله تعالى فقال ضمرة وا عجبا منك يا أخي قد أخذها بالأمس فكيف تسترجعها اليوم فقال النبي ص إنه صغير في قدرة الله تعالى فلما أصبحوا قام ضمرة وأخذ رسول الله على كتفه فقال النبي ص مر بي إلى الموضع الذي أخذ الذئب فيه الشاتين قال فذهب برسول الله ص إلى ذلك الموضع فعند ذلك نزل النبي ص عن كتف أخيه ضمرة وسجد سجدة لله تعالى وقال إلهي وسيدي ومولاي تعلم حق حليمة علي وقد تعدى ذئب على مواشيها فأسألك أن تلزم الذئب برد المواشي إلي قال فما استتم دعاءه حتى أوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن قل للذئب أن يرد المواشي إلى صاحبها قال الواقدي إن الذئب لما ذهب بالشاتين حين أخذها نادى مناد أيها الذئب احذر الله وبأسه وعقوبته واحفظ الشاتين اللتين أخذتهما حتى أردها على خير الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ص فلما سمع الذئب النداء تحير ودهش ووكل
Страница 30