الكبير وما وضعته عند الكبير إلا وأخذه الصغير وذلك كله لمحبة النبي ص. قال الواقدي فبقي النبي ص عند حليمة ترضعه وكانت تقول يا ولدي ورب السماء إنك عندي لأعز ولدي ضمرة يا قرة عيني أترى أعيش حتى أراك كبيرا كما رأيتك صغيرا وكانت تؤثر محمدا على أولادها جدا ولا تفارق محمدا عن عينيها.
قال الواقدي قالت حليمة والله ما غسلت لمحمد ص ثوبا من بول ولا غائط بل كان إذا جاء وقت حاجته ينقلب من جنب إلى جنب حتى تعلم حليمة بذلك وتأخذه وتخدمه حتى يقضي حاجته ولا شممت ورب السماء من محمد رائحة نتنة قط ولا شممت منه شيئا أبدا بل كان يفوح منه رائحة المسك والكافور قالت حليمة فلما أتى على النبي ص تسعة أشهر ما رأيت ما يخرج منه البتة لأن الأرض تبتلع ما يخرج منه فلهذا لم أر.
قال الواقدي وكان من حليمة أن تحمل محمدا ص حين كملت له عشرة أشهر فقامت حليمة يوم الخميس وقعدت على باب الخيمة منتظرة لانتباه النبي ص تزينه وتحمله إلى جده عبد المطلب قال فلم ينتبه النبي ص وأبطأ عن الخروج عن الخيمة إلى حليمة فلم يخرج إلا بعد أربع ساعات فخرج رسول الله ص مغسول الرأس مسرح الذوائب وقد زرق جبينه وذقنه وعليه ألوان الثياب من السندس والإستبرق فتعجبت حليمة من زينة النبي ص ومن لباسه مما رأت عليه فقالت يا ولدي من أين لك هذه الثياب الفاخرة والزينة الكاملة فقال لها محمد ص أما الثياب فمن الجنة وأما الزينة فمن أفعال الملائكة قال فتعجبت حليمة من ذلك عجبا شديدا ثم حملته إلى عند جده في يوم الجمعة فلما نظر إليه عبد المطلب قام إليه واعتنقه وأخذه إلى حجره فقال يا ولدي من أين لك هذه الثياب الفاخرة والزينة الكاملة فقال له النبي ص يا جد فاستخبر ذلك من حليمة فكلمته حليمة وقالت ليس ذلك من أفعالنا فأمر عبد المطلب حليمة أن تكتم ذلك وأمر لها بألف
Страница 29