50

Тазкира аль-Муктисия, комментарий к акъиде аль-Хафиза Абд аль-Гани Аль-Макдиси

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Издатель

غراس للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Жанры

فقال : فآمنوا": أي أهل الحق والسنة والاستقامة على هدي خير الأمة محمد ابن عبد الله ﷺ. بما قال الله سبحانه في كتابه، وصح عن نبيه"يعني كل ما جاء في الكتاب والسنة من أمور الإيمان تلقوه بالقبول والتسليم والإيمان والتصديق، وعدم الاعتراض أو التردد، كما قال الإمام الزهري ﵀: " من الله ﷿ الرسالة، وعلى رسول الله ﷺ البلاغ، وعلينا التسليم " ١ . وأمرُّوه كما ورد"يعني أمرُّوا هذه الأخبار - وفي مقدمتها الأخبار المتعلقة بالأسماء والصفات - كما جاءت. وقول المصنف هذا هو نظير المقولة المشهورة عن السلف، والمنقولة عن غير واحد، منهم: الإمام مالك والأوزاعي وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، أنهم يقولون في نصوص الصفات: " أمروها كما جاءت بلا كيف " ٢. ومما ينبغي التنبه له: أن السلف في مقالتهم هذه لم يطلقوا إمرار النصوص، بل قيدوا ذلك بأن يكون كما جاءت أو كما وردَت. ونصوص الصفات لم تأت ألفاظًا جوفاء لا معنى لها ولا مدلول، وإنما جاءت محملة بمعاني، فمثلًا قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ " ٣ جاء محملًا بمعنى، وهو إثبات استواء الله على العرش. وقوله سبحانه: ﴿بَلْ

١ رواه البخاري في صحيحه ١٣/٥١٢ تعليقًا، ووصله الحميدي في النوادر، وابن أبي عاصم في الأدب كما في الفتح ١٣/٥١٣ ٢ انظر: شرح الاعتقاد لللالكائي رقم ٨٧٥، ٩٣٠، والصفات للدارقطني ص٧٠، والاعتقاد للبيهقي ص١١٨ ٣ الآية ٥ من سورة طه.

1 / 54