Шарх аль-‘Акида ат-Тахавия - Халид аль-Муслих

Халед аль-Муслех d. Unknown
103

Шарх аль-‘Акида ат-Тахавия - Халид аль-Муслих

شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح

Жанры

عروج النبي ﷺ كان بشخصه يقظة لم يختلف السلف في معراج النبي وثبوته، وإنما اختلفوا في مسألة هل عرج به ﷺ بروحه وشخصه، أم أنه عرج بروحه دون شخصه؟ يعني: دون بدنه، ولم يقل أحد منهم إنه عرج به منامًا، وهنا مسألة تلتبس على طلبة العلم فيظن أن قول عائشة ومعاوية ﵄ من أن العروج كان بروحه أنه كان منامًا، وهذا ليس بمراد لهم، إنما أرادوا أن الروح انفصلت عن البدن انفصالًا تامًا وعرج بها فلم يكن لها تعلق بالبدن. والذي عليه أهل السنة والجماعة ودل عليه الكتاب والسنة وقول الصحابة ﵃: أن العروج إلى السماء كان بروحه ﷺ وبدنه، ولا تعجب فهذه قدرة الله جل وعلا الذي أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وليس المحل محل تنظير بالواقع حتى نقول: هذا لا يمكن، فإن ذلك على الله يسير. قال ﵀: (وقد أسري بالنبي ﷺ هذا فيه إثبات الإسراء، وهو مقدمة المعراج، وقد جرى للنبي ﷺ في إسرائه ومعراجه آيات عظيمة، وأما الإسراء فقد ثبت في الكتاب في سورة الإسراء حيث قال ﷾: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ [الإسراء:١] فلا إشكال في ثبوت الإسراء، حيث أسري به ﷺ إلى المسجد الأقصى، وصلى فيه بالأنبياء، ثم بعد ذلك عرج به إلى السماء صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ثم قال ﵀ في بيان المعراج: (وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء) ومعلوم أنه حين قال: (بشخصه) فالمراد الروح والبدن؛ لأن العروج بالبدن دون الروح لا فائدة منه، إنما العروج الذي أثبته بقوله: (وعرج بشخصه) أي: بروحه وبدنه ﷺ (في اليقظة) ليدفع قول من قال: إنه عرج به في المنام، (إلى السماء) إلى العلو، والسماء هنا: اسم جنس يشمل السماء الدنيا والعليا، فإن النبي ﷺ جاوز السبع الطباق، وبلغ مكانًا لم يبلغه أحد سمع فيه صريف الأقلام الله أكبر! صوت الأقلام التي تكتب ما شاء الله أن يقضي في عباده، كل يوم هو في شأن جل وعلا، وهذه منزلة لم يبلغها أحد قبل النبي ﷺ، ولن يبلغها أحد بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

9 / 5