شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
79

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

السادسة

Год публикации

١٤٢١ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

ولهذا يقولون: ليس لله عين، ولا وجه، ولا له يد، ولا استوى على العرش، ولا ينزل إلى السماء الدنيا لكنهم يحرفون ويسمون تحريفهم تأويلًا ولو أنكروا إنكار جحد، لكفروا، لأنهم كذبوا لكنهم ينكرون إنكار ما يسمونه تأويلًا وهو عندنا تحريف. والحاصل أن العقل لا مجال له في باب أسماء الله وصفاته فإن قلت: قولك هذا يناقض القرآن، لأن الله يقول: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة: ٥٠] والتفضيل بين شيء وآخر مرجعه إلى العقل وقال ﷿ ﴿لِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى﴾ [النحل: ٦٠] وقال: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: ١٧] وأشباه ذلك مما يحيل الله به على العقل فيما يثبته لنفسه وما ينفيه عن الآلهة المدعاة؟ فالجواب أن نقول: إن العقل يدرك ما يجب لله ﷾ ويمتنع عليه على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل، فمثلًا: العقل يدرك بأن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات، لكن هذا لا يعني أن العقل يثبت كل صفة بعينها أو ينفيها لكن يثبت أو ينفي على سبيل العموم أن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات سالمًا من النقص. فمثلًا: يدرك بأنه لابد أن يكون الرب سميعًا بصيرًا، قال إبراهيم: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ﴾ [مريم: ٤٢]. ولابد أن يكون خالقًا، لأن الله قال: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاّ

1 / 81