شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
60

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

السادسة

Год публикации

١٤٢١ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

إذا وجدوا حلقة العلم والذكر، جلسوا (١). وكذلك هناك ملائكة يكتبون أعمال الإنسان: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: ١٠ - ١٢] ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨]. دخل أحد أصحاب الإمام أحمد عليه وهو مريض ﵀ فوجده يئن من المرض، فقال له: يا أبا عبد الله! تئن، وقد قال طاووس: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، لأن الله يقول: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨]؟ فجعل أبو عبد الله يتصبر، وترك الأنين (٢)، لأن كل شيء يكتب ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ﴾: من: زائدة لتوكيد العموم، أي قول تقوله، يكتب لكن قد تجازى عليه بخير أو بشر، هذا حسب القول الذي قيل. ومنهم أيضًا ملائكة يتعاقبون على بني آدم في الليل والنهار، ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرعد: ١١]. ومنهم ملائكة ركع وسجد لله في السماء، قال النبي عليه

(١) لما رواه البخاري (٦٤٠٨) في كتاب الدعوات/ باب فضل ذكر الله ﷿، ومسلم (٢٦٨٩) عن أبي هرية رضيالله عنه عن النبي ﷺ قال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى تنادوا هلما إلى حاجتكم. قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنياء". واللفظ للبخاري في كتاب الدعوات/ باب فضل مجالس الذكر. (٢) لما رواه صالح بن الإمام أحمد قال: "قال أبي في مرض موته: أخرج كتاب عبد الله بن إدريس فقال: اقرأ عليّحديث ليث: إن طاووسًا كان يكره الأنينفي المرض فما سمعت لأبي أنينًا حتى مات"، "سير أعلام النبلاء" (١١/ ٢١٥).

1 / 62