فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
Жанры
وقال ﷺ: «إذا دعي أحدكم، فليجب إن كان مفطرًا، وإن كان صائمًا، فليصلِّ» أي: فليدعُ. أخرجه مسلم (١).
وأما في الشرع، فهي الأفعال المعلومة التي تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم.
والأصل في ذكر الصلاة في الكتاب والسنة أنها بالمعنى الشرعي، وذلك أصل في كل معنى تختلف فيه المعاني اللغوية عن الشرعية.
وحكمها معلوم لا يخفى على أحد، فهي واجبة، وثاني ركن من أركان الإسلام، قال ﷺ: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصيام رمضان» وفي رواية: «وصيام رمضان والحج». متفق عليه (٢).
وقال ابن حزم: «لا خلاف من أحد من الأمة أن الصلوات الخمس فرض، ومن خالف ذلك كفر» (٣).
ودليل الصلوات الخمس من السنة حديث طلحة بن عبيد الله، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال: هل عليّ غيرها؟ قال ﷺ: «لا إلا أن تطَّوّع» متفق عليه (٤).
قال ابن المنذر ﵀: «ولا اختلاف أن الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع، والصبح ركعتان، هذا فرض المقيم، وأما المسافر ففرضه ركعتان، إلا المغرب، فإن فرض المسافر فيه كفرض المقيم» (٥).
قال المؤلف ﵀: (أولُ وقتِ الظُّهْرِ الزَّوالُ، وآخرُهُ مصيرُ ظلِّ الشيء مثلَهُ - سِوى فيءِ الزوالِ - وهو أولُ وَقْتِ العَصْرِ، وآخِرُهُ ما دامتِ الشَّمْسُ بيضاءَ نقيةً)
بدأ المؤلف ﵀ ببيان مواقيت الصلاة، فالصلاة لها وقت محدد من الشارع، ودخول وقتها، وفعلها في وقتها المحدد لها شرعًا، شرط من شروط صحّة الصلاة.
_________
(١) أخرجه مسلم (١٤٣١) عن أبي هريرة ﵁.
(٢) أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (٨٦) عن ابن عمر ﵁.
(٣) «المحلى» (٢/ ٤).
(٤) أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١) عن طلحة بن عبيد الله ﵁.
(٥) «الإقناع» (٧٧١) رقم (١٦).
1 / 61