Энциклопедия групп, приписываемых исламу - Ад Дурар Ас Сания
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Издатель
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Жанры
وبين أن فريقًا من المؤمنين جاؤوا من بعدهم دائمًا يتوسلون إلى الله تعالى أن يغفر لهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان وهي صفة عظيمة تدل على فطر سليمة ونفوس طاهرة وقد اتصف السلف بهذه الصفة الطيبة وحققوها في أكمل صورها كما اتصف مبغضوهم بعكسها تمامًا فقد ظهر حثالة البشر من الرافضة النواصب والخوارج وسائر من ألحد وخرج عن هدي السلف ظهر هؤلاء يسبون الصحابة ويفترون عليهم وعلى سائر السلف مما يدل على أنهم ليسوا على طريق هؤلاء الكرام الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وبدلًا من قيامهم بهذا الواجب من الاستغفار لهم ذهبوا يكيلون التهم ويدعون عليهم ويستهزئون بهم محادة لله تعالى وهذه دلالة قاطعة على جهل هؤلاء بسيرة السلف الصالح بل وبأمر الله تعالى في هذا.
٢ - ثناء الرسول ﷺ عليهم
أثنى الرسول ﷺ ثناءً عاطرًا على الصحابة الكرام ويكفيهم فخرًا أنه كان راضيًا عنهم محبًا لأخلاقهم خصوصًا أولئك الذين نصروه في ساعة العسرة باذلين أموالهم وأنفسهم وأولادهم حبًا فيه وفي رفع هذا الدين العظيم حتى أتم الله لهم ودخل الناس في دين الله أفواجًا فلهم الفضل بعد الله على سائر البشر، وسائر الناس مدينون لهم بالشكر والتقدير إذ لولا فضل الله ثم قيام أولئك بنصرة الإسلام لما وصل إلى ما وصل إليه ولهذا فكل منتسب إلى الإسلام مدين لهم بالشكر والتقدير ومن ثناء الرسول ﷺ عليهم:- عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (١) وذلك لامتياز عبد الرحمن بن عوف بالأسبقية إلى الإسلام وتأخر خالد إلى ما بعد بيعة الرضوان فإن حال الذين أسلموا بعد الحديبية وإن كان قبل فتح مكة لكنهم ليسوا على درجة من سبقهم في الفضل وفي مضاعفة الحسنات لهم فإن نصف مد منهم أجره أعظم من أجر من تصدق بمثل أحد ذهبًا لو حصل ذلك فكيف بحال من ظهر في قرون الشر وصار ينتقص كل أولئك الصحابة.- وورد في (الصحيحين) عن عمران بن حصين وغيره أن رسول الله ﷺ قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم». قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة (٢) - وفي (صحيح مسلم) عن جابر أن النبي ﷺ قال: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها» (٣)
كما أثنى الله تعالى وأثنى رسوله ﷺ على بعض الصحابة بخصوصهم مثل أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وابن مسعود وأبو عبيدة وأبو ذر ومعاذ بن جبل وغيرهم ممن صحت فيه النصوص.
وأجمع علماء الإسلام على عدالتهم وفضلهم والمفاضلة بينهم من دون انتقاص أحد منهم وإنما هو تفضيل كتفضيل بعض الأعضاء على البعض الآخر منها وتلك المفاضلة بين الصحابة تعود إلى الأسبقية في صحبة رسول الله ﷺ وتقدم الإيمان والبذل في سبيل الله إرضاء الله ثم لنبيه الكريم في الدفاع عنه وعما جاء به من الحق وإذا كان هذا حال الصحابة فما هو حال من لا يساوي شيئًا بالنسبة لهم.
٣ - ثناء السلف عليهم- وبهذا المعنى ورد أنه قيل لعائشة ﵂ أن ناسًا يتناولون أصحاب رسول الله ﷺ حتى أبا بكر وعمر فقالت: وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر (٤).
- وقد وصفهم عبد الله بن مسعود ﵁ بقوله: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ﷺ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئًا فهو عند الله سيء (٥) ...
المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ١/ ١٥٢
(١) رواه البخاري (٣٦٧٣)، ومسلم (٢٥٤١).
(٢) رواه البخاري (٢٦٥٢)، ومسلم (٢٥٣٣).
(٣) رواه مسلم (٢٤٩٦). من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: أخبرتني أم مبشر ﵂ أنها سمعت الرسول ﷺ يقول عند حفصة ﵂ ثم ذكرت الحديث.
(٤) انظر «العقيدة الطحاوية» (٥٣٠).
(٥) رواه أحمد (١/ ٣٧٩) (٣٦٠٠)، والطبراني (٩/ ١١٢). قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ١٧٧): رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله موثقون. وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة والموضوعة» (٥٣٢): والأصح وقفه على ابن مسعود. وقال في (٥٣٣): لا أصل له مرفوعا وإنما ورد موقوفًا على ابن مسعود ﵁. وقال شعيب الأرناؤوط محقق «المسند»: إسناده حسن.
1 / 168