Энциклопедия групп, приписываемых исламу - Ад Дурар Ас Сания
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Издатель
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Жанры
ولا نستغني عن الله، ولا نقدر على الخروج من علم الله ﷿ وأنه لا خالق إلا الله وأن أعمال العبد مخلوقة لله مقدورة، كما قال: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:٩٦] وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون، كما قال: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر:٣] وكما قال: لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ [النحل:٢٠] وكما قال: أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ [النحل:١٧]، وكما قال: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور:٣٥]. وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته، ولطف بهم، ونظر إليهم، وأصلحهم، وهداهم، وأضل الكافرين، ولم يهدهم، ولم يلطف بهم بالإيمان، كما زعم أهل الزيغ والطغيان، ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين، كما قال ﵎: مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:١٧٨] وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين، ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم، وأنه خذلهم وطبع على قلوبهم وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وأنّا نؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره، حلوه ومره، ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا إلا ما شاء الله وأنا نلجأ في أمورنا إلى الله، ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه ونقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر – وندين بأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يُرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله ﷺ. إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة كما قال الله ﷿: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ [المطففين:١٥] وأن موسى ﵇ سأل الله ﷿ الرؤية في الدنيا، وأن الله تعالى تجلى للجبل، فجعله دكًا، فأعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا، ونرى بأن لا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمر، كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرون ونقول: إن من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنا والسرقة وما أشبههما مستحلًا لها غير معتقد لتحريمها كان كافرًا. ونقول: إن الإسلام أوسع من الإيمان، وليس كل إسلام إيمانًا. وندين بأن الله تعالى يقلب القلوب: «وأن القلوب بين إصبعين من أصابع الله ﷿ (١)، وأنه سبحانه يضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع» (٢).
كما جاءت الرواية عن رسول الله ﷺ من غير تكييف. وندين بأن لا ننزل أحدًا من أهل التوحيد والمتمسكين بالإيمان جنةً ولا نارًا إلا من شهد له رسول الله ﷺ بالجنة، ونرجوا الجنة للمذنبين، ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين.
(١) رواه الترمذي (٢١٤٠)، وابن ماجه (٣٨٣٤)، وأحمد (٣/ ١١٢) (١٢١٢٨). من حديث أنس ﵁. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» و«صحيح سنن ابن ماجه».
(٢) رواه البخاري (٧٤١٤)، ومسلم (٢٧٨٦). من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
1 / 137