والبيعة الثانية: يوم الحديبية وإرسال عثمان إلى مكة كان من الحديبية، والإرجاف بقتله بلغ إلى الحديبية، فبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابة على مناجزة القوم وصفق شماله على يمينه فبايع بها لعثمان، وكلام جابر في هذه البيعة التي هي بيعة الرضوان، وبيعة الشجرة وبيعة الحديبية.
قال في سيرة ابن هشام في غزوة الحديبية وقصتها: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن عثمان قد قتل لا يبرح حتى يناجز القوم، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلى البيعة، وكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الموت.
وكان جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[4] حكم ناكث بيعة الإمام
قال الإمام يحيى عليه السلام : من نكث بيعة الإمام العادل المحق، وامتنع من طاعته مع العلم بإمامته فهو فاسق بالإجماع، لكن لا يقاتله الإمام ما لم يظهر العداوة ولم يقاتل، فإن أمير المؤمنين عليا عليه السلام لم يقاتل ابن عمر(1) وأسامة(2) ومحمد بن مسلمة(3) مع ما ظهر منهم من نكث بيعته لما لم يحاربوه.
قلت : يتحقق حقيقة النكث منهم، فالمشهور عن ابن عمر أنه لم يبايع حتى شنع كثيرون عليه لامتناعه من بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وكونه بايع الحجاج لعبد الملك بن مروان، والمشهور عنهم التوقف والخذلان، وعدم القيام معه في حروبه وتركهم الجهاد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
Страница 182