Слёзы Пьяццо: Первая публикация коллекции рассказов
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Жанры
قال العمدة: ولكن هذا هو السيرك في كل الدنيا، يدخل الناس ويفرحون ساعات ثم يرجعون إلى التعب والجري على الأرزاق.
قال الأسد: وأنا أقول لك: فرح كاذب، أريد لحظة صدق واحدة، أريد أن أعيش بلا قيود ولا أقفاص ولا عربات.
قال العمدة: ولكن لا بد من النظام يا أسد، نحن البشر أيضا لا نستغني عن القيود والأقفاص.
قال الأسد: افعلوا ما تشاءون بالبشر، افرضوا عليهم القيود وضعوهم في السجون والأقفاص، سنوا لهم القوانين كما تشاءون، ولكن اتركونا في حالنا، دعونا نرجع أسودا كما كنا، دعونا نعش حياتنا.
قال العمدة: إن بقية زملائك لا يشكون، إنهم يقفزون ويلعبون ويتعلمون، وهم جميعا سعداء بوجودهم معنا وتسليتهم لنا، الكلب سعيد لأنه يتعلم القراءة في السيرك ويدخل المدرسة، والقرد سعيد لأنه يلبس البذلة والنظارة ويزف إلى عروسه آخر الليل، والحصان سعيد لأنه يرقص على الواحدة ويحمل البهلوان على ظهره، والنمر سعيد لأنه يتعلم قفزات جديدة غير التي علمتها له الطبيعة ويكتسب فنونا عويصة لم يكن ليتعلمها بنفسه، والجميع سعداء لأنهم يسلون الأهالي ويدخلون الفرح على قلوبهم، وحتى زملاؤك الأسود في الغابة يتمنون أن يعيشوا عيشك ويتمدنوا مثلك، أليست هذه من علامات الحضارة التي أدخلناها على عالم الحيوان؟
قال الأسد: الحضارة؟ ولكنني أريد أن أتركها لكم.
سأل المأمور: وهل يعقل أن يخلو السيرك من الأسد؟ هل يقبل الناس عليه إذا عرفوا أنك لست فيه؟ إن الكلب والقرد والحصان والفيل والدب تسليهم، ولكنك تبهرهم وتوقظ فيهم مشاعر الرهبة والجلال وغموض الغابة العذراء، صدقني يا أسد، زملاؤك في الغابة يحسدونك على فنك وألعابك.
قال الأسد: وأنا أحسدهم لأنهم مازالوا أسودا، أنا ملك الغابة أصبحت عبدا، أنا سيد الوحوش أصبحت قردا ومهرجا، أنا الذي كنت كونا بأسره أصبحت أخاف من لذعة السوط وعصا الحارس ومنظر القضبان، أنا الذي كان النجم في عيني والرعد في صوتي والموت في مخلبي.
قال العمدة: ما زلنا نكن لك الاحترام من قلوبنا، ما زلت مثلنا الأعلى في العظمة والمجد والشجاعة والجلال.
قال الأسد: أرجوك يا حضرة العمدة، اتركني في حالي، أطلق سراحي، أخرجني من القفص.
Неизвестная страница