فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} (¬1) أكان شاكا في أحيائه الموتى؟ قيل له: قد قيل فيه أقاويل، وكلها تنفي عنه الشك:
- أحدها (¬2) : أن يكون أراد: ليطمئن قلبي، فإن نفسي تنازعني إلى مشاهدة ذلك بالعيان مع تصديقي يعيني (¬3) .
- والآخر: ليطمئن قلبي إلى إحيائك، وأن لا تكون قد رددتني عما طلبته.
- وقال المفضل (¬4) : {ولكن ليطمئن قلبي} أي: يسكن إلى مشاهدة ما يرى من قدرتك فلا يختلجه في اليقين بذلك شك. قال: وقد قيل معنى {ليطمئن قلبي} لأنظر بحسي من لطائف رحمتك ما لا أدركه بالخبرة.
- وقال ابن محبوب (¬5) رحمه الله: {ولكن ليطمئن قلبي} بتصديق قومي ذلك أنك تحيي الموتى متى (¬6) أخبرتهم بذلك.
* مسألة [في قوله عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}]:
فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها...} الآية (¬7) ، كيف يجوز على الحكيم أن يعذب جلودا لم تعصه قط؟ فقد قيل فيه بوجوه:
- أحدها (¬8) : أن الجلود لا تألم وإنما تألم النفوس، فهذا وجه.
Страница 108