150

Диван

ديوان الشريف الرضي

Жанры

поэзия

أصابت سهام الحادثات قلوبها، # فكم أعقبت روعا يروع العواقبا

لقد وعدتنا، إذ رغبنا رغايبا، # فلما أصبن الظن أعطت مصائبا

وأرضعن أفواه المطامع فجعة، # فطمن بها عند النجاح المطالبا

بمفقودة ينهل ماء مصابها # دموعا على خد الزمان سواكبا

إذا قعدت أحزانها في قلوبنا، # أقمنا على الصبر الشفاه نوادبا

صبرنا فغصصنا الزمان بريقه، # على أن للأيام فينا مضاربا

ولم نطرح الأسلاب يوما لنكبة، # وإن جذب المقدار منا المجاذبا (1)

ألا إن هذا الثاكل الحسب الذي # به ثكل المجد التليد المناقبا

رمى في يمين الدهر درة سؤدد، # فأحج بها يحنو عليها الرواجبا (2)

وقد شن فيها حادث الموت غارة، # ثنتنا ولم تطلع إلينا كتائبا

فلا تحسبن رزء الصغائر هينا، # فإن وجى الأخفاف ينضي الغواربا (3)

سقى الله حصباء الثرى كل ليلة # سحائب ينزعن الرياح الحواصبا

جنادل من قبر كأن صدورها، # حباه الحيا دون القبور، محاربا (4)

أقامت به حتى لودت عيوننا، # ولم تبق دمعا أن يكون سحائبا

تراب يرى أن النجوم ترابه، # ويحسب أحجار الصفيح الكواكبا

وسيف نضي من جفنه، غير أنه # رضي لحده من غمده الدهر صاحبا

يغطي الثرى عنا وجوها مضيئة، # كما كفر الغيم النجوم الثواقبا (5)

ورزء رمى صدر الأماني بيأسها، # وكن إلى ورد المعالي قواربا (6)

Страница 154