كأن تطلابي أمرا ممكنا ... ... ... أصعب من أمر محال المرتجى
لست على الحمند من الأمر اذا ... ... غالطته خلابة فيما أتى
آتيه نصا فاذا خادعني ... ... ... فوضتها الله يقضي ما قضى
والخب لا تصحبه فضيلة ... ... ... ولو إلى النجم بدهيه غلا
ان وسه الدهر احتمال عاجز ... ... ... فهو سلاحي وتلادي المجتبى
ينفق في اهانتي صروفه ... ... ... وانفق العزم وانفاقي زكى
ذنبي اليه جنفي عن لؤمه ... ... ... وقدرتي على احتمال ما حنى
وانني الحتف على لئامه ... ... ... انكأ في حلوقهم من الشجى
أذود عن حريتي بحقها ... ... ... واجهد النصر لحر مبتلى
وانني لا اعرف الحد لما ... ... ... استطيع أن أنجزه من العلى
وانني لا ابطل الجهد الى ... ... ... حد سكوني بين أطباق الثرى
وانني أدرك أن عازما ... ... ... مثابرا يدرك غايات المنى
وانني في محن ساورتها ... ... ... علمت ما جهلته من الورى
وان في حسن التدابير غنى ... ... ... عن خدع وهو عماد من وهى
وانني لا أستثير سيئا ... ... ... ولا أسيئ دفعه اذا عنى
ولا أداجي مالئا وذامه ... ... ... علي غيظا بفقاعات النثا
ولا أحاجي ملقا ذا ظاهر ... ... ... يشف لي ظاهره عما انطوى
مالي وجهان ولا ثلاثه ... ... ... إن لم اكن حلوا أكن مر الجنى
تلك وما يفضلها خصائصي ... ... ... وليسها عند الزمان ترتضى
أرى الحياة كلها ذميمة ... ... ... وخيرها وشرقها الى مدى
يحبها المرء على آفاتها ... ... ... وتظهر الآفة عند المنتهى
يعيش لاتندى صفاة كفه ... ... ... يخزن للوارث كل ما اصطفى
لا تربح الدنيا بشع وافتقد ... ... ... ما أوضع الجامع من خلد الغنى
نهب فيها هبة فتنسري ... ... ... وكلنا مرتهن بما أتى
يفوز فيها كيس بربه ... ... ... أمامه الرشد بمنهاج الهدى
فاستخلص المجهود في تخليصها ... ... من ورطة الذنب واشراك الهوى
وانتهز الفرصة في استدراكها ... ... ... أوامر الله وما عنه نهى
ان لها عدوا الى غاياتها ... ... ... والحد وافاك ودربك انقضى
لاتهملن ذرة في عبث ... ... ... فلست متروكا كما شئت سدى
تودع الأنفاس لا تبكي لها ... ... ... ورجع ما ودعته لا يرتجى
Страница 236