Религия, откровение и ислам

Мустафа Абд ар-Раззак d. 1366 AH
43

Религия, откровение и ислам

الدين والوحي والإسلام

Жанры

أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات.

وهناك قول رابع غير مشهور، وهو أن القرآن نزل جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي عشرين سنة.

واختلفوا في معنى الإنزال؛ فمنهم من قال: إن معناه إظهار القراءة، ومنهم من قال: إن الله ألهم كلامه جبريل وعلمه قراءته ثم جبريل أداه في الأرض، ومنهم من قال يتلقفه الملك من الله تلقفا روحانيا، أي يحفظه من اللوح المحفوظ، فينزل به إلى الرسول ويلقيه عليه، ومنهم من جعل اختلاف العلماء في معنى الإنزال مترتبا على اختلافهم في معنى القرآن؛ فالذين يقولون: إن القرآن معنى قائم بذاته تعالى يقررون أن إنزاله هو إيجاد الكلمات والحروف الدالة على ذلك المعنى وإثباته في اللوح المحفوظ، والذين يقولون إن القرآن هو اللفظ يقررون أن إنزاله هو مجرد إثباته في اللوح.

وأشهر ما قيل في المنزل على النبي

صلى الله عليه وسلم

ثلاثة أقوال: أحدها: إنه اللفظ والمعنى، وثانيها: أن جبريل نزل بالمعاني خاصة، وأنه

صلى الله عليه وسلم

علمها وعبر عنها بلغة العرب وقد تمسك أصحاب هذا المذهب بظاهر قوله - تعالى:

نزل به الروح الأمين * على قلبك ؛ وثالثها: أن جبريل ألقي عليه المعنى، وأنه عبر عن هذا المعنى بلغة العرب؛ لأن أهل السماء يقرأونه بالعربية، ثم نزل به في هذه الصورة على الرسول.

ومنهم من قال: كلام الله المنزل قسمان: قسم قال الله تعالى بشأنه لجبريل - عليه السلام - قل له كذا وكذا؛ فيجوز تغييره بعبارة نفسه، وقسم قال له بشأنه اقرأ عليه كذا كذا فهو لا يغير منه كلمة ولا حرفا. ويرى أصحاب هذا المذهب أن القرآن هو القسم الثاني، وأن القسم الأول هو السنة، لما ورد أن جبريل نزل بالسنة كما نزل بالقرآن، ولهذا لم يجز تغيير نظم القرآن وجاز تغيير لفظ السنة.

Неизвестная страница