Дибадж Вади

Муайяд Яхья d. 749 AH
102

Дибадж Вади

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

وما قاله عليه السلام هو مختارنا، وقد ورد في عدة من كلامه كما سننبه عليه في مواضعه اللائقة، وهذا الأسلوب الذي أورده يسمى: التعديد عند علماء البيان، وهو من البلاغة في أرفع قدر ومكان(1)، وهو الإتيان(2) بالصفات الحسنى من غير توسط حروف عطف، كما ورد في التنزيل، كقوله تعالى: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر}[الحشر:23] إلى آخرها، وقوله: {شديد العقاب ذي الطول}[غافر:3].

(فطرالخلائق بقدرته): فطر الأشياء (3) هو: إبداعها، واختراعها.

قال ابن عباس: ما كنت أدري ما فاطر السماوات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها(4) .

والخلائق: جمع خليقة، وهو: عبارة عن جميع المكونات الحادثة بقدرته، كما تقول: كتبت بالقلم نزلها منزلة الآلة، وليس آلة في الحقيقة؛ لأن الفعل يستحيل وجوده من غير قدرة.

(ونشر الرياح برحمته): بسطها، من قولهم: نشرت المتاع إذا بسطته، أو نشرت الثوب بعد طيه، وكلاهما حاصل في حق الريح، فإنه تعالى يبسطها في جهاتها الواسعة، وينشرها بعد أن كانت مطوية أي راكدة.

وقوله: (برحمته) يروى بالباء، من قولهم: أكلت باللحم، أي أنها ملابسة للرحمة مصاحبة لها، ويروى باللام، أي أنه ما نشرها إلا للرحمة فهي الباعثة علىفعلها، والداعية إليها، كما تقول: جئت للسمن .

Страница 107