والسادس: المجلات العلمية بالعربية والإنجليزية.
أما القسم السابع والأخير: فيتكون من نسخ من مؤلفاتي العربية والإنجليزية والفرنسية، والدراسات التي صدرت عليها، والرسائل العلمية التي أشرفت عليها.
وبعد عام من عودتي من فرنسا وقعت هزيمة 1967م وهو ما كنا حذرنا عبد الناصر منه قبل عام في مؤتمر المبعوثين الأول بالإسكندرية.
وعدت من فرنسا وأنا مملوء بالحيوية الفكرية والنشاط العلمي والحماس للمستقبل والمساهمة في إعداد جيل جديد.
فلما وقعت الهزيمة وبشكل ساحق للجيش، خاصة الطيران وتدميره تقريبا بالكامل وهو على الأرض، قمنا بمظاهرات مارس 1968م لمحاكمة المسئولين عن الهزيمة، خاصة قادة الطيران الذين أغلقوا المدافع المضادة؛ لأن طائرة المشير كانت في الجو، وحاول بعض الصحفيين من كتاب السلطان تبرير مظاهرات مارس 1968م بأنها شبيهة بمظاهرات الطلاب في جميع أنحاء العالم التي كانت سائدة في نفس الوقت، ودون تحليل الظروف الخاصة لغضب الطلاب في مصر. وكتب أحمد بهاء الدين بيان 30 مارس الذي يعد بإصلاح الأمة وتحرير الأرض والتنمية وتذويب الفوارق بين الطبقات ورفع مستوى المعيشة وإطلاق الحريات، وتقريبا كل ما نادى به الطلبة في مؤتمر المبعوثين قبلها بعام واحد في الإسكندرية، وطالبوا عبد الناصر بتحقيقه وإلا كانت الهزيمة في أي صدام مع إسرائيل، وهو ما حدث بالفعل. وبينما كان عبد الناصر يقود معركة التحرير، بدأ بحرب الاستنزاف 1968-1969م والتي أرهقت إسرائيل، وعرفت أن الجيش المصري ما زال قادرا على المواجهة، ثم انتقل عبد الناصر إلى الرفيق الأعلى عام 1970م. وخلفه نائبه، واضطر تحت ضغط اعتصام الطلاب في ميدان التحرير وفي جامعة القاهرة عام 1972م؛ اضطر إلى دخول الحرب بكفاءة القادة المصريين، وعبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف، والاستيلاء على الضفة الشرقية للقناة وحتى وإن لم نصل إلى المضايق.
واضطرت إسرائيل إلى الدخول في مفاوضات الانسحاب من سيناء، حتى وإن تجادلت حول طابا، ثم الانصياع أخيرا إلى قرار التحكيم بالانسحاب منها.
كنت في الولايات المتحدة في جامعة تمبل بفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، منذ 1971م إلى 1975م. فحزنت لاستئصال الناصريين من الدولة والجيش، استعدادا للانفتاح والقطاع الخاص، والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1976م أنشئت المنابر لليمين واليسار والوسط، وكان حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي يمثل اليسار، وكان التصور لكمال الدين رفعت بإنشاء حزب يجمع كل القوى الوطنية: الناصريين، والقوميين، والليبراليين، والماركسيين، والإسلام المستنير؛ فدخلت الحزب عن الإسلام المستنير مع بعض الأساتذة مثل محمد أحمد خلف الله، وكان من مدرسة أمين الخولي بعد رسالته عن «الصورة الفنية في القرآن الكريم» والتي رفضتها الجامعة.
كان الإسلام المستنير ضعيفا داخل حزب التجمع، وكذلك كان الناصريون والقوميون والليبراليون. وكان الماركسيون هم الأكثر نشاطا وسلطة وقدرة على التجمع، ابتداء من رئيسه خالد محي الدين. وكنت من هيئة تحرير جريدة «الأهالي» التي أصدرها حزب التجمع. وذات مرة عندما أتت جماعة «البهرة» الإسلامية من الهند لزيارة السيدة زينب وتبرعت لجعل مقبض باب السيدة زينب من الذهب، وجعل نقطة الباء في «بسم الله الرحمن الرحيم» بالذهب الخالص أيضا. وكان رئيس الدولة يحب الصفقات؛ فكتبت مقالا في جريدة الأهالي بعنوان «ذهب المقصورة وجوع الفقراء». وكنت قد زرت حي «قلعة الكبش» وراء حي السيدة زينب، ورأيت فقره وبؤسه. وتساءلت: «أيهما أولى بالمساعدة، هذا الحي الفقير أم الذهب في مقبض باب مقصورة السيدة زينب؟» فغضب رئيس الحزب وقال: «لو كنت بداخل مصر لمنعت المقال من النشر، فمعظم أصوات هذا الحي تأتي للتجمع.» فاضطر للتخلي عن الحق في سبيل المصلحة.
وفي المرة الثانية عندما قامت الثورة الإسلامية بإيران بقيادة الخميني، نشر الحزب مقالا في جريدة الحائط «ضد الخميني وضد الثورة الدينية» لأن الحزب يعتقد أن الثورة يجب أن تكون «علمانية» أي ماركسية؛ فالدين يأتي بالتأخر، في حين أن الثورة تأتي بالتقدم. وهاجم الحزب ثورة مصدق عام 1953م التي أممت النفط، وهرب الشاه بعدها. وقد كان عبد الناصر يؤيد الثوار في إيران، وأعلن مصدق أنه تعلم الثورة من عبد الناصر، فكتبت مقالا بعنوان «دور الأحزاب التقدمية في البلاد النامية» وعن الدين والثورة، وطلبت مناقشة المقال رسميا في الحزب، فلم أتلق جوابا. فماذا أفعل؟ تركت الإخوان لأنهم عارضوا عبد الناصر البطل القومي، ونافسوه في الصراع على السلطة، ولم يتآلفوا معه خاصة بعد أن كتب سيد قطب 1949م «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، و«معركة الرأسمالية والإسلام». وكنت قد بدأت في الانعزال عن الجماعة منذ وجودي في شعبة باب الشعرية ومعي الكمان وأنا ذاهب إلى معهد الموسيقى أو عائد منه عندما قال لي أحد الإخوة: «يا أخ حسن ألا تعلم أن الموسيقى حرام؟» وكانت روحي في الموسيقى. وكان سيد درويش معبرا عن ثورة 1919م. وكان بيتهوفن معبرا عن الوحدة الألمانية والرومانسية الألمانية.
Неизвестная страница