104

Осуждение страстей

ذم الهوى

Исследователь

مصطفى عبد الواحد

فَمَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْحَادِثَةِ فَقُلْتُ لَهُ هَذَا لَا يَصْلُحُ لأَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ أَحَدِهَا أَنَّ هَذَا لَا يحل وَالثَّانِي أَنَّك لَوْ نَظَرْتَ فَالظَّاهِرُ تَقْوِيَةُ مَا عِنْدَكَ فَإِنَّ مَا بَهَتَكَ بِأَوَّلِ نَظْرَةٍ فَالظَّاهِرُ حُسْنُهُ فَلا تَحْسُنُ الْمُخَاطَرَةِ بِتَوْكِيدِ الأَمْرِ لَكَ لأَنَّكَ رُبَّمَا رَأَيْتَ مَا هُوَ فَوْقَ ظَنِّكَ فَزَادَ عَذَابُكَ وَالثَّالِثِ أَنَّ إِبِلْيِسَ عِنْدَ قَصْدِكَ لَهَذِهِ النَّظْرَةِ يَقُومُ فِي رَكَائِبِهِ لِيُزَيِّنَ لَكَ مَا لَا يَحْسُنُ ثُمَّ لَا تُعَانُ عَلَيْهِ لأَنَّكَ إِذَا أَعْرَضْتَ عَنِ امْتِثَالِ أَمْرِ الشَّرْعِ تَخَلَّتْ عَنْكَ الْمَعُونَةُ والرَّابِعِ أَنَّكَ الآنَ فِي مَقَامِ مُعَامَلَةٍ لِلْحَقِّ ﷿ عَلَى تَرْكِ مَحْبُوبٍ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَثَبَّتَ حَتَّى إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَنْظُورُ مُرْضِيًا تَرَكْتَهُ فَإِذَنْ يَكُونُ تَرْكُهُ لأَنَّهُ لَا يُلائِمُ غَرَضَكَ لَا لِلَّهِ تَعَالَى فَأَيْنَ مُعَامَلَتُهُ بِتَرْكِ الْمَحْبُوبِ لأَجْلِهِ وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ على حبه﴾ وَقَالَ ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون﴾ فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ

1 / 104